معجزة هي ثورة السوريين على آل الاسد, ومذهلة في كل تفاصيلها ومنتصرة حتماً على كيان الظلم والقهر والطغيان.
قبل سنتين من الآن, كانت سيارة جيب يستقلها خمسة من رجال المخابرات كابوساً متنقلاً يقطع القلوب, يقتحم أي شارع و بيت, ويختطف أو يهين من يشاء, وبلا أدنى سبب, وكان مساعد أمن على دراجة نارية يرعب قرية كاملة ويمنح بكلمة منه فرصة عمل أو يمنعها عن حالم بالتوظيف.
والآن لم يعد أحد يهتم بأي شيء سوى الحرية تلك الكلمة الايقونة التي خطها قبل عامين أطفال مدرسة من درعا, واختطفها الشعب السوري لتكون دافعهم الأول والأخير, لتفجير هذه الثورة أو هذه الأسطورة, فما حققه السوريون بثورتهم عظيم, وما صنعته الثورة في النفس السورية مدهش, وصواريخ الأسد وطائراته وجيوشه وقطعان شبيحته المتوحشين لم تضعف من عزيمة طفل واحد.
وعلى الارض ثلاثة أرباع البلاد محررة, ومئات الكيلومترات يقطعها العابر دون ملاقاته شيئاً يذكره بالاسد, وسقوطٌ بالتتالي لجيوب النظام العسكرية على طول البلاد وعرضها.
مراكز القوة الأسدية الكبرى من مطارات ومقرات ألوية وفرق, تدافع عن نفسها في موقف يائس بانتظار سقوط وشيك.
خزينة أموال النظام نفدت مرات عدة, في انفاقهِ على آلة الحرب الهمجية ضد الشعب, وتدخلت الأموال الايرانية في كل مرة لتوقف تهاوي الليرة, والأرقام تشير إلى عشرات المليارات من العملة الصعبة, انفقها ملالي طهران لإنقاذ حليفهم الضعيف بدلاً من صرفها على تعليم الايرانيين وصحتهم.
وأخيراً جاء موقف الجامعة العربية ليضيف إلى المشهد ككل بعداً رمزياً مهماً جداً, حين منحت الجامعة مقعد الدولة السورية للائتلاف, واختفى ولأول مرة منذ نصف قرن علم البعثيين البغيض من بين الأعلام العربية, وبرز علم الاستقلال الذي أحبه السوريون وحضنوه بقلوبهم, وحضر معاذ الخطيب القمة بدلاً من بشار, كقائد جديد لمرحلة جديدة ستكون فيها مملكة الأسد مجرد ذكريات أليمة.