"الغوطة الشرقية" و"مطار منّغ" و"الفرقة 17" الأكثر تصعيداً..

"الغوطة الشرقية" و"مطار منّغ" و"الفرقة 17" الأكثر تصعيداً..الجبهات العسكرية بين سخونة بعضها وبرود أخرى

لم تهدأ معظم جبهات الثورة السورية المسلحة، قبل وأثناء وبعد القصير. ولم تكن سيطرة النظام وحزب الله على هذه المدينة عثرة كبيرة في وجه المقاتلين على الجبهات الأخرى، على الرغم من الأهمية الاستراتيجية لها كأحد أبرز جبهات حمص، إلا أن كتائب الشمال والعاصمة والمنطقة الشرقية استمرت في عملياتها المتركّزة حول القطع العسكرية التي ما زالت تابعة للنظام.
ومن جانب آخر، لم تكن التطورات الدبلوماسية والتلويح بإمكانية التسليح من الإدارة الأمريكية لتشكل مرحلة جديدة، رغم أهمية هذا الجانب على الصعيد الإستراتيجي، إلا أن المكاسب على الأرض، وبالأسلحة الموجودة، استمرت، خاصة في جبهتي الرقة وريف دمشق.

 

جبهات الغوطة الشرقية

اعتمدت العمليات في الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية على التحركات الخاطفة للثوار وتحقيق المكاسب على الأرض بأقل الخسائر الممكنة، وهو ما تبيّن بصدّ محاولات اقتحام منطقة المرج ونصب الكمائن المتتالية التي كان آخرها على طريق المطار "القاسمية"، حيث تم تدمير رتل عسكري للنظام ومقتل حوالي 70 عنصراً، وتدمير عدة آليات كانت تتجه لاقتحام المنطقة ومحاولة تقطيع أوصال الغوطة الشرقية ومنع الإمداد، وفق مصادر الجيش الحر. كما أن استعادة سيطرة النظام على بعض مداخل المليحة وحاجز تاميكو لم تدم طويلاً، فقد وجهت عناصر الجيش الحر ضربة قوية أدت إلى استعادة السيطرة على الأرض من جديد، وحصار معظم الأبنية التي يتمركز فيها عناصر جيش النظام. بينما تبرد جبهات حرستا، وخاصة من جهة إدارة المركبات، بعد عدة محاولات لاقتحام هذه القطعة المحصّنة، التي تشكل أحد أهم المرتكزات العسكرية للنظام شرق العاصمة.

 

الجبهات الشرقية

عادت جبهة الفرقة 17 في الرقة لتتصدّر أنباء المواجهات العسكرية في المنطقة الشرقية، فقد تطور حصار الفرقة، المستمر منذ أشهر، إلى اقتحام أهم كتائبها مثل كتيبة الكيمياء وكتيبة التسليح والساحة الرئيسية. وينقل مصدر عسكري من كتائب أحرار الشام الإسلامية أن أبنية الضباط هي المركز الأكبر المتبقي حالياً للنظام في الفرقة، وهي أبنية محصّنة بقوة وتحصل على الإمداد حتى الآن. ولكن، من الواضح أن مقاتلي المعارضة باتوا أقدر على قطع هذا الإمداد بفعل اتساع السيطرة وإمكانية رد طائرات الإمداد ومنعها من التواصل مع مراكز النظام المتبقية في الفرقة. ومن جهة أخرى، تستمر العمليات العسكرية في مدينة دير الزور بضرباتٍ سريعةٍ، يردّ جيش النظام عليها بقصف المناطق المحررة (الموظفين، الحميدية، كنامات، العرضي، الصناعة، وسواها). وآخر العمليات في ديرالزور هي تحرير الجيش الحر للمعهد الصناعي وأجزاء كبيرة من حي الصناعة إضافة إلى السيطرة على المحكمة العسكرية وبرج بنك بيمو، مما يشكل اختراقاً مهماً لكتائب الحر في جبهات الجهة الغربية من المدينة المحررة فيما لاتزال جبهة المطار العسكري مشتعلة وفي سياق متصل قامت كتائب الحر في محافظة ديرالزور وعلى أصداء (هزيمة القصير) بمحاولات جادة لرص لصفوف وأخذ المبادرة وخاصة مع الأنباء التي تتحدث عن تحضيرات قوات  الأسد  لحملة جديدة

 

في الشمال

تبدو جبهات الشمال الأكثر خطراً بفعل تصاعد الاشتباكات في محيط قريتي "نبّل" و"الزهراء" في ريف حلب، وتركيز النظام نيرانه لحمايتهما، بالتعاون مع قوات من حزب الله، وإمدادٍ تكشّف في الفترة الأخيرة من قوات الحماية الشعبية الكردية YPG الموجودة بشكل رئيسي في مدينة عفرين، والتي وردت أنباء تؤكد أنها تسهم أيضاً في مدّ قوات النظام في مطار منّغ. وهو ما فتح جبهة جديدة بين الجيش الحر والقوات الكردية ازداد عنفها مع اعتقال YPG لمجموعة من الأشخاص العاملين مع الجيش الحر في مدينة عفرين. ما أدى إلى حصار المدينة، منعاً لوصول الإمداد المهرّب إلى جيش النظام، واعتراضاً على خرق الاتفاقيات بين الطرفين، التي وصلت سابقاً حدّ تشكيل حواجز مشتركة لحماية المناطق الكردية والعربية في بعض قرى الريف الحلبي.