- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
محمد أمين حسين الرجا وكيل إيران الأول بدير الزور
في الأسابيع الأخيرة، كثف رجل الدين الشيعي الشاب وعضو مجلس شعب النظام، محمد أمين حسين الرجا، أعماله على مستويات عدة: محلية في ما يسمى ب«المصالحة»، مُركّزاً وعبر وسطاء على أبناء بلدته حطلة النازحين. وحركياً في إطار الفضاء الإيراني في سورية، باجتماعات ولقاءات مع قادة ميليشيات عراقية وشخصيات إيرانية مقيمة في دمشق.
يسعى الرجا وتحته شبكة من السماسرة إلى إقناع أكبر عدد ممكن من أبناء حطلة النازحين بالعودة، ضامناً لهم، مثل غيره من قادة الشيعة المحليين الناشطين في الملف ذاته، تسويات وضع سريعة تُرفع فيها أسماؤهم من قوائم المطلوبين لدى أجهزة أمن النظام، ويعود الموظفون إلى وظائفهم، مقابل الانتساب إلى الميليشيا التي تضم المقاتلين الشيعة من أبناء البلدة. حتى الآن وبعد أكثر من (3) أشهر من الوساطات لم تعد إلا قلة، معظمها من كبار السن، وخوفاً على البيوت والأراضي من المصادرة، التي يُلمّح لها الوسطاء للضغط على النازحين.
حسب ما يقول أبناء بلدة حطلة، يُعدّ محمد أمين حسين الرجا الشخصية الشيعية الأهم، بين شخصيات أخرى ذات نفوذ وعلاقات مع الحرس الثوري الإيراني، وقادة في حزب الله والميليشيات العراقية في سورية. حيث نجح بأن يكون الوكيل الأول للإيرانيين اليوم في بلدته حطلة، وفي محافظة ديرالزور بشكل عام. بلا شك هيأت الثورة لمحمد أمين فرصاً إضافية كبرى، واختصرت زمناً طويلاً من رحلة صعوده. إذ كان قبل الثورة يسير ببطء في ظل أبيه حسين، أول المعممين في متشيعي حطلة، وأول فائز بألقاب دينية كـ «شيخ وعالم» ثم «علّامة»، إلى جانب لقبه الوراثي «سيّد» المبني على نسبه المزعوم للحسين بن علي.
وفق ما تكشف سيرته قبل الثورة، كان محمد أمين يخطط لوراثة أعمال أبيه كداعية للمذهب. إذ واظب على التعلم في حوزات السيدة زينب بدمشق، إلى جانب تعليمه الرسمي المتواضع كطالب ثانوية زراعية، ثم طالب حقوق في قسم التعليم المفتوح. وخلال ذلك حصل على وظيفة حكومية في الوحدة الإرشادية الزراعية ببلدته. يقول عارفوه أنه على قدر من الحيلة والمكر، يبدي اللطف دوماً، ويعرض خدماته على الناس. وفي مواسم عاشوراء والمناسبات الدينية الأخرى، كان يحرص على دعوة أكبر عدد ممكن من أهل حطلة إلى حضور الولائم التي كان يقيمها بتلك المناسبات. ووفق أهل البلدة فإن (14) شخصاً فقط تأثروا بمحمد أمين وتشيعوا على يديه؛ في حصيلة ضئيلة لا تقارن بحصيلة أبيه الذي أكد ذات مرة، في لقاء سابق مع موقع كويتي، أن (1000) شخص تقريباً اعتنقوا المذهب الشيعي على يديه.
في الأشهر الأولى للثورة، سافر محمد أمين إلى الكويت وعاد بمبلغ مالي كبير. كذلك تسلّم على دفعات مئات البنادق والرشاشات، وزعها على جماعته. وأرسل عدداً منهم إلى لبنان لتلقي تدريبات عسكرية في معسكرات حزب الله، الذي أسس الخلايا المسلحة الأولى من متشيعي حطلة ورعى شؤونهم. إلى جانب الرعاية الخاصة التي أبداها (جامع جامع) رئيس جهاز المخابرات العسكرية في دير الزور آنذاك، وحتى مقتله في العام 2013.
أول هذا الشهر أكد أمين الرجا خلال استقباله ممثل حركة النجباء الشيعية العراقية في سورية، على المضي قدماً تحت «قيادة السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية.. والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي». في جانب من تأكيده، تنطوي مخادعة مكشوفة، فالأسد ليس قائداً للرجا، ولن يسير، لا هو ولا شيعة حطلة، خلف قيادته أبداً. لكنه نسب نفسه للأسد مراعاة لاعتبارات كثيرة، منها انتماؤه الشكلي لحزب البعث، ودخوله «مجلس الشعب»، على قوائمه الفائزة دوماً، بانتخابات العام 2016. في تلك الانتخابات لم يجد النظام حرجاً من انكشاف حجم النفوذ الإيراني وتأثيره على أسلوبه وقراراته، وضمن مخطط من جانب الإيرانيين، كما يبدو، سيجعل من (4) آلاف متشيع من أبناء حطلة حاضنة محلية وأداة، في الوقت ذاته، لخدمة مشروعه في دير الزور.