الجيش الحرّ يجدّد إشعال جبهاتٍ هادئة.. ويفتح أبواب الصراع على مناطق إستراتيجية

على جبهة مطار دير الزور | عدسة أحمد | خاص عين المدينة

تستمرّ المعارك على مختلف الجبهات وتتصاعد يوماً بعد يومّ، وبشكلٍّ خاصٍّ بعد عودة مجموعةٍ من الجبهات إلى الواجهة، بعد أن شهدت بروداً ووقفاً غير معلنٍ لإطلاق النار خلال أسابيع سابقة. فتحاول قوّات النظام من جديدٍ السيطرة على مناطق إستراتيجيةٍ محرّرة، بينما تحاول قوات الجيش الحرّ وكتائب المعارضة الأخرى توسيع مجال سيطرتها والتقدّم على أكثر من جبهة.

درعا... عودة المدينة إلى الواجهة

اتضح خلال الفترة الماضية عدم قدرة قوّات النظام على استعادة الأحياء المحرّرة ضمن مدينة درعا وفي محيطها، وخاصةً حيّ طريق السد ومخيم درعا. فانتهجت أسلوب القصف جوّاً بالبراميل المتفجرة أو الاستهداف الصاروخيّ والمدفعيّ، ولا سيما للمناطق التي تفرض عليها قوات المعارضة حصاراً شديداً.
وسُجلت محاولاتٌ كثيرةٌ خلال الأيام الماضية لفكّ الحصار الذي يفرضه الجيش الحرّ على سجن درعا المركزيّ وحاجز صوامع الحبوب بالقرب من بلدة النعيمة، دون أن يحرز النظام أيّ تقدمٍ في المنطقة. ويأتي ذلك وسط تشتت قوّات النظام بين عدّة جبهاتٍ تحقق فيها قوات المعارضة تقدّماً، من جنوب درعا وصولاً إلى جبهات القنيطرة وطريق دمشق.

ريف دمشق... الهدن على هامش الحدث

بعد أن أصبحت جبهات الجنوب الدمشقيّ، وبخاصة مخيم اليرموك وببيلا ويلدا، رهينةّ للهدن الموقعة بين أهالي تلك المناطق وقوات النظام، لإدخال المواد الغذائية إليها؛ استعادت عدة جبهاتٍ في المنطقة نشاطها إثر تراجع النظام عن الالتزام بشروط الهدن، وإثر خروج الغوطة الشرقية بكافة مناطقها عن سياق تلك الهدن. فاستمرّت الاشتباكات على أكثر من جبهة، وخاصةً في المدن القريبة من المتحلق الجنوبيّ، والتي يحاول النظام دخولها، وفي عدرا التي تشهد تقدماً شبه يوميٍّ لقوات المعارضة بعد عدة كمائن ناجحةٍ نفذت في المدينة وأدّت إلى تراجع قوات النظام عن مناطق كان قد سيطر عليها منذ مدّة.
وتنتهج قوات النظام في الغوطة الشرقية أسلوب البراميل المتفجرة أيضاً، وخاصةً في منطقة المرج، في محاولةٍ منها لقطع طرق الإمداد وكسر قوة الجيش الحرّ في المنطقة الأكثر إستراتيجيةً وحيويةً لقوّات المعارضة في ريف دمشق.
حماة وإدلب: تقدّمٌ ومحاولة وصل جبهات
كانت سيطرة الجيش الحرّ على مدينة مورك ومحيطها بمثابة كسرٍ لشوكة جيش النظام في المنطقة الوسطى وريف حماة الشمالي. وأدّت تلك السيطرة إلى إخلاء مواقع عسكريةٍ كانت تابعةً للنظام وكانت مصدراً أساسياً لنيرانه في المنطقة. كما أدّت إلى تجديد الاشتباك على جبهاتٍ جديدة، وبخاصةٍ في ريف إدلب الجنوبيّ، الذي اندلعت فيه عدّة معارك مؤخراً، كانت أهمها معارك السيطرة على حواجز خان شيخون وصولاً إلى الطريق الذي يصل جبهات ريف إدلب الجنوبيّ بريف حماة الشماليّ، ما يجعل تلك المنطقة تتجه لتكون مساحةً إستراتيجيةً للجيش الحرّ في مواجهة قوّات النظام في أكثر من موقع، أهمّها ريف حماة الغربيّ.

المنطقة الشرقية تجدّد جبهات القتال

كانت المعارك والمواجهات العنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري هي الحدث الأبرز في المحافظة، في سعيٍ من النظام لتحسين وضعه حول المطار.
فبعد معارك عنيفةٍ في قرية حويجة المريعية المجاورة للمطار، استطاعت قوات الأسد، بقيادة عصام زهر الدين، تسجيل تقدمٍ هناك. ليردّ مقاتلو الجيش الحّر بهجومٍ مباغتٍ في القطاع الجنوبيّ لجبهة المطار، سيطروا من خلاله على عدّة نقاطٍ إستراتيجية، لم يلبثوا أن فقدوا بعضها بهجومٍ مضادٍّ شنته القوات الأسدية في اليوم التالي.
وفي الرقة، وبعد استعادة النظام لهدوء الفرقة 17 وإيصال الإمداد إلى قواته فيها ومحاولة التوسع حولها؛ قامت قوّاتٌ من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بتجديد المعارك على الجبهة، مما أجبر قوات الأسد على التراجع عن المواقع التي تقدّمت إليها سابقاً، مع تكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد.
ومن جانبٍ آخر، تستمرّ معارك باقي الجبهات في حلب وريف إدلب وريف اللاذقية والقلمون بشكل كرٍّ وفرّ. بينما يظهر تقدم قوّات النظام جلياً في يبرود، بعد توجيه أرتالٍ عسكريةٍ كبيرةٍ من قبل قوّات حزب الله اللبنانيّ نحو المدينة.