البضائع الإيرانية سلاح جديد يغزو الأسواق

البضائع الإيرانيّة...
سلاحٌ جديدٌ يغزو الأسواق

ليس من الغريب أن ترى بضائع مجهولة المنشأ في أسواقنا، حتى من المواد الغذائيّة، مع أن ذلك أمرٌ خطير. ولكن الأخطر، والذي يدعو إلى الاستغراب حدّ الدهشة، أن تشاهد بأم عينك بضائع إيرانية متنوّعة تمتدّ من الأدوات المختلفة وحتى المنظفات، وانتهاءً بالغذائيّات.

ولعل هذا يدلّ على أن هذه الدولة التي تعمل بشكلٍ ممنهج، وبكلّ ما أوتيت من قوة، لكسر إرادة الشعب السوري، محاولةً المحافظة على مصالحها هنا بشتى الطرق اللاإنسانية؛ لم توفّر مسألة غزو أسواقنا ببضائعها، وكأن الوعي الجمعي للمؤسسة الحاكمة في طهران لا يستوعب فكرة خروج سورية من قبضته.

 

ســـلال غوث اللاجــئين تحــمل مفاجآتٍ إيرانية

قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، من خلال فرعها الموجود في محافظة الحسكة، وهو الفرع الوحيد لها في المنطقة الشرقية، في عامي 2012 و2013؛ بتوزيع سلالٍ غذائيةٍ ومنظفاتٍ على اللاجئين القادمين من محافظة دير الزور، والمقيمين ضمن محافظة الحسكة حصراً. والمفارقة هي أن أغلب المنظفات الموجودة في السلة الغذائية كان من صناعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فتقرأ على علب الشامبو، باللونين الأزرق والأصفر MADE IN IRAN. وكان هذا الشامبو سيء المواصفات الفنية، فقد شكا بعض مستخدميه من أنه يسبّب تساقط للشعر، وهو أقرب إلى أن يكون سائلاً للجلي. وكأن حاجة من وزّعت عليهم هذه المواد أحالتهم إلى بشرٍ من الدرجة الثانية أو الثالثة.
ضياء هو أحد النازحين القادمين من محافظة دير الزور، وكان يقطن مع أسرته في معسكر الطلائع في مدينة الحسكة، حاله حال مئات اللاجئين الآخرين من أبناء محافظته؛ وكان يستخدم هذا الشامبو في استحمامه. وعند تأكيدنا له أن هذا الشامبو إيراني، وأن مواصفاته الفنية سيئة، أجاب أنه يفي بالغرض، ويوفّر عليه شراء صابونٍ أو شامبو من الأسواق. وكأنّ ضياء يتجاهل عن قصدٍ الأضرار التي قد تكون في هذه المادة المصنّعة في إيران، بسبب الفقر الذي يعانيه في أكواخ النزوح.

 

بوابير كاز قابلة للانفجار

كان لافتاً في حديقة عبد الله، وهو أحد الوافدين من محافظة دير الزور إلى مدينة القامشلي، أن تشاهد بابور كازٍ أنيقاً، الأمر الذي أثار فضولنا للسؤال عن ماهيته، فأجاب الرجل: هذا ببّور صناعة إيرانية... لا يغرّك منظره، إذ تسبب استعمالنا له إلى حدوث ما يشبه الحريق لولا لطف الله. وما هذا الشحّار الذي تراه على الجدار المقابل لك في الحديقة إلا أثر لهيبه المفاجئ بينما كنا نستخدمه في إحدى المرات.  ثم أردف بالقول: إن أعطال البوابير الإيرانية كثيرة. وقد تسبّبت بحرق بعض الأثاث أحياناً، لأنها تلتهب بقوّةٍ فجأة.

 

فرّوجٌ إيرانيٌّ على الموائد السورية

فروج-ايراني

كان للظروف السيئة التي تعيشها البلاد كبير الأثر في أن تصبح البضائع الداخلة إلى الأسواق بلا رقابةٍ حقيقية، ولكن أن يمتدّ الأمر إلى المواد الغذائية فهذا هو الشيء الخطير، وما الفروج الإيراني إلا شاهدٌ قويٌّ على هذا التسيّب في الرقابة التموينية. وبعد جولةٍ على بعض محلات الفروج في سوق الميادين الرئيسة عثرنا على ما بحثنا عنه؛ أكياسٌ يحوي الواحد منها على فروجةٍ كاملة، مكتوبٌ عليها بصريح العبارة، وباللغة الفارسيّة، عند مكان بلد المنشأ والتصنيع: "جمهورى إسلامي إيران". وما إن لفتنا نظر البائع سمير إلى فراريجه الإيرانية حتى أبدى استغراباً شديداً، فقد قال في بداية الأمر إنه فروجٌ أميركي، لكن يبدو أن وضعه التعليمي البسيط جعله لا يعرف ماذا يبيع. ولكنه راح يدافع، لطمأنتنا، بأن هذا الفروج، وإن كان إيرانياً، لكنه قادمٌ من الأسواق التركية، وهي مراقبةٌ بشكل جيد.
فهل تكفي طمأنة هذا البائع المسكين لوقاية الأذى المحتمل للنظام الإيراني عن طريق الغذاء، وهو الذي أبدع من خلال الميليشيات المدعومة من قبله في قتل السوريين والتنكيل بهم؟ وهل من جهةٍ تحمي هذه الجماهير، المثقلة بالألم والعناء، من أخطارٍ امتدّت لتصل إلى لقمة العيش؟