- الرئيسية
- مقالات
- ملف
مذبحة عشيرة الشعيطات«دعنا نوتر يا شيخ» وصور موت أخرى
(588) ضحية هم مجموع من قتلتهم «داعش» أوغيبتهم من أبناء عشيرة الشعيطات غير المقاتلين، منذ عامين وحتى الآن، يصعب الفرز الدقيق في ذلك العدد بين القتلى والمفقودين، إذ ما زال كثير من الجثث في المقابر الجماعية المكتشفة مجهول الهوية، وما زال الأمل يعمر قلوب أمهات كثيرات، بأنَّ أبناءَهن أحياءٌ يرزقون في سجن ما، وسيرجعون. وسوى الأمهات يرجح كثيرون من أبناء العشيرة، أن معظم مجهولي المصير قد لقوا حتفهم. لم يقتل هذا العدد الكبير من البشر دفعة واحدة، إنما في مذابح بعضها ارتجالية في الأيام الأولى، وبعضها مخطط له في أغراض الدعاية الدامية ل«داعش» وفي تلبية طلبات جهازها الأمني، لإرهاب الناس، على امتداد حواضر دير الزور، وربما خارجها بين سورية والعراق. كانت التهمة الرئيسية التي أودت بمعظم الضحايا مثبتة عليهم، وهي انتماؤهم إلى العشيرة فقط، وبحكم أنهم (طائفة ممتنعة بشوكة، يقاتلون قتال الكفار، فيقتل من قاتل منهم ومن لم يقاتل، ولا تعقد لهم ذمة ولا هدنة ولا أمان، يقتل أسيرهم ويتبع مدبرهم ويجهز على جريحهم) فضلاً عن التهجير واستباحة الأموال والممتلكات. ولم تسلم من التنكيل حتى المواشي والدواجن، التي صارت هدفاً لنيران «الدواعش» في تسلياتهم.
في اليوم الأول من شهر تموز في العام 2014، وبعد أن احتل تنظيم «داعش» معظم القرى والمدن والبلدات في محافظة دير الزور، دخل التنظيم بلدات الشعيطات الثلاث (أبو حمام-الكشكية-غرانيج)، واتخذ عدداً من الأبنية فيها مقرات له، وفي أول جمعة بعد ذلك، قال (أبو دجانة المصري) خطيب داعش، من على منبر جامع المظهر في «أبو حمام»: إنهم جاؤوا لنصرة المسلمين والدفاع عنهم، وإنهم سيحاربون المفسدين في الأرض، وطمأن الأهالي ألا يخافوا في ظل «دولة الإسلام». كذلك فعل سفيان السيد، وهو أحد المبايعين المحليين، من منبر الجامع الكبير في غرانيج في الخطبة التي ألقاها تحت عنوان «اذهبوا فأنتم الطلقاء»؛ وكرر خطيب الكشكية المعنى ذاته. وأمام خيمة دعوية كبيرة علقت لافتة كتب فيها «اسمعوا منّا، ولا تسمعوا عنّا»
ومرت الأسابيع اللاحقة من ذلك الشهر، المصادف لشهر رمضان، هادئة تقريباً حتى اليوم الثالث من عيد الفطر، الموافق ليوم الأربعاء 30/7/2014 لتتسلسل الأحداث بعد ذلك مسجلة ما بات يعرف بمذبحة عشيرة الشعيطات. صباح ذلك اليوم توجهت دورية من تنظيم «داعش» نحو منازل آل النهاب في بلدة أبو حمام لاعتقال عدد منهم إثر وشاية من أبناء عائلة أخرى كانوا قد بايعوا سراً في أوقات سابقة. ألقي القبض على عدد من أبناء النهاب، وحين أراد «الدواعش» اعتقال حمدان حميد العليان (40 عاماً) الذي كان يقضي إجازته قادماً من محل عمله في الكويت، رفض الانصياع لهم، فأطلقوا عليه النار وأردوه قتيلاً. شكل مقتل هذا الرجل شرارة فجرت انتفاضة الشعيطات كلهم ضد «داعش»، فهوجمت الدورية وأطلقت النار على مهاجرين تونسيين من عناصرها، ليلقوا حتفهم في وقت لاحق من النهار، وقتل «الدواعش» خلال هروبهم من البلدة محمد ناصر الفرج أحد المعتقلين لديهم، ورموا جثته على أطراف البلدة. في مواقع أخرى اندلعت مواجهات عدة، فهوجم مبنى بلدية الكشكية، وهو المقر الرئيسي لتنظيم «داعش» آنذاك، ليُقتل خلال هذا الهجوم عنصران من التنظيم، لحقهم ثالث كان برفقة أبو علي الشعيطي أحد أبرز المبايعين للتنظيم، والذي أصيب بجروح بالغة، وأًسِر أبو جليبيب وهو مبايع محلي، واقتيد إلى منزل محمد الفرج بنية أن يقتل ثأراً، لكن أم محمد رفضت قتل أبو جليبيب وحقنت دمه، قبل أن يتمكن من الفرار من الحبس في وقت لاحق. في نهاية النهار باتت بلدات الشعيطات الثلاثة خالية من مقرات تنظيم «داعش» وتابعيه. وبلغ مجموع من قتل من الدواعش في ذلك اليوم خمسة مقابل اثنين من الأهالي.
وقبل أن يعلن موقفها الرسمي من الحادثة، أطلق مبايعو «داعش» وأنصارها على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تظهر التنظيم بدور الضحية المأخوذ غيلة؛ فكثفوا نشر مقاطع الفيديو وصور الهجمات على مقراته وصور أسرى التنظيم لدى الأهالي والمظاهرات المتجددة ضده، وغرد نجم «داعش» الإلكتروني آنذاك «ترجمان الأساورتي» بسلسلة تغريدات على موقع (تويتر) تتوعد أبناء عشيرة الشعيطات، بأنهم سيكونون (عبرة لمن اعتبر)، عقاباً على غدرهم ب(جنود الدولة الإسلامية)حسب ما قال، ثم صدرت الفتوى النهائية من «داعش» بأن عشيرة الشعيطات (طائفة ممتنعة بشوكة). لم يخطر على بال أحد أن تبلغ وحشية «داعش» ما بلغته في الأيام القليلة التالية، بل ظن بعض الأهالي أن التنظيم سينصفهم، ويقتص من جنوده الذين قتلوا رجلاً بريئاً دون ذنب اقترفه، فكانوا سبباً لكل ما حدث بعد ذلك. حوصرت البلدات الثلاث، وأرسلت «داعش» مطالبة بتسليم كل من شارك بأحداث ذلك اليوم، رفض الأهالي تسليم أبنائهم وصمموا على المضي في المواجهة مهما كانت النتائج، وبدأت مدافع التنظيم المتمركزة على تل بلدة الدوير في الجهة المقابلة من نهر الفرات بإطلاق قذائفها نحو الأحياء السكنية، دون تمييز بين الأهداف. وأصدرت «داعش» بياناً أعطت الأمان فيه لكل من أراد الخروج، لكنها غدرت بكثير ممن صدقوا هذا الأمان. وتتالت هجمات التنظيم في محاولة اقتحام البلدات، وفشلت كلها أمام المقاومة البطولية للأهالي، قبل أن تستدعى كتيبة البتار الليبية مصحوبة بمجموعات من المهاجرين الكازاخ وغيرهم من الجنسيات، ومجموعات أخرى من (الأنصار)، لتتولى الهجوم الذي بدأ بالسيارات المفخخة مع القصف المكثف بكل الأنواع المتاحة من الأسلحة الثقيلة، فتتمكن أخيراً من اقتحام بلدات الشعيطات والسيطرة عليها يومي (8-9) من شهر آب في العام 2014. ثم لتبدأ المذابح المتسلسلة بحق كل من يعثر عليه حياً في هذه البلدات. بل ويلاحق من خرجوا مصدقين عهد «داعش» ليقتل منهم الكثير، أو يعتقلوا ويختفوا في سجونها.
دعنا نوتر يا شيخ
لم يشارك أبناء إبراهيم الرفيش، سليمان (32 عاماً) وخليل (30 عاماً) ومحمد (28عاماً) وأحمد (25عاماً)، في أي من الأحداث التي عصفت ببلدتهم الكشكية، ولم يقاتلوا «داعش» أبداً، بل لم يحمل أي منهم السلاح في يوم من الأيام. ودوماً كان هؤلاء الأخوة منصرفين إلى شؤونهم الخاصة، ومعروفين بتهذيبهم ومودتهم مع كل الناس. في ظهر يوم الجمعة الموافق 10 آب من العام 2014 رافق خليل نساء وأطفال العائلة الكبيرة هارباً بهم على دفعات عبر نهر الفرات القريب من منزلهم؛ وعندما رجع ليلاً وجد رأس أخيه محمد على حافة الساقية الصغيرة قرب المنزل، وفي الفناء ومن القضبان المثبتة لدالية عنب كان أخوه سليمان يتدلى مشنوقاً، وقريباً منه كان أحمد مقتولاً بضربة فأس، ظلت في رأسه. لم يجد خليل وقتاً كافياً للهروب، إذ كشفته صيحاته المتفجعة على أخوته لعناصر «داعش» الذين كانوا يتسامرون في إحدى الغرف، فخرجوا إليه وقتلوه رشاً بالرصاص على الفور. استعمل قائد مجموعة «الدواعش» هاتف أحد الضحايا، ورد على أسئلة أقاربهم عبر تطبيقات المحادثة، بأنهم قتلوا ولقوا جزائهم المستحق، وأرسل صورته الشخصية متحدياً ومعرفاً عن نفسه بأنه القائد الذي أمر بقتل هؤلاء (المرتدين). وإضافة إلى الإخوة الأربعة قتل أيضاً في ذات اليوم خمسة آخرون من أبناء عمومتهم، كانوا متخفين في بيت من بيوت قرية البحرة، حيث صاحت امرأة أمام ذلك البيت مستنجدة ب«وين أهل المروة»، ونجدة لها برز من مخبأه كل من ذيب عبود الرفيش (50 عاماً) وأبناء أخيه، محل (47 عاماً) وابنه ياسين ومحمد (38 عاماً) وياسر (35 عاماً)، وفور خروجهم انكشفت لهم مكيدة «الدواعش» باستعمالهم هذه المرأة لتأدية دور المستغيثة، فألقي القبض عليهم وحملوا مسافة قصيرة في سيارة، لم تلبث أن توقفت، وينزلوا منها، ليقتلوا على الفور. وأيضاً في ذات اليوم في قرية الشعفة، وهي قرية أخرى من القرى الكثيرة التي نزح إليها أبناء عشيرة الشعيطات، داهمت قوة كبيرة من تنظيم «داعش» مدرسة نزل بها النازحون. في باحة المدرسة صف «الدواعش» أربعة رجال، وقطعوا رؤوسهم ذبحاً أمام أطفالهم وزوجاتهم، طالب أحد الذباحين قائد القوة «دعنا نوتر يا شيخ» أي دعنا نذبح شخصاً خامساً ليكون عدد القتلى فردياً، فرد القائد «نوتر فيما بعد»؛ بعد حفلة الذبح هذه اعتقلت «داعش» سبعين شخصاً من المدرسة، ونقلتهم إلى معتقلاتها في مدينة القائم العراقية، وما زال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.
ظن سائق صهريج المياه، محمد أحمد الكحيلات من بلدة أبو حمام أن انصرافه الدائم إلى عمله وإقامته بعيداً عن بلدته سينجيانه من جنون «الدواعش» حين استجاب لطلب توصيل الماء الى أحد مقراتهم في أبو حمام، وحين انتهى من عمله قالو له : «لا تذهب..أنت شعيطي أيضاً» وقتلوه على ذلك. وأما عمر صالح الغدير (45 عاماً) الذي رجع مع اثنين من أولاده، يفتش عن أمه المقعدة العجوز، بعد أن تاهت العائلة عنها، وقت الفرار من بلدة أبو حمام، فقتل مع ابنيه أيضاً، إلى جانب الأم التي كانت قد قتلت قبلهم بوقت قصير. ومن آبار النفط شمال بلدات الشعيطات، اعتقل تنظيم «داعش» كل من ينتمي للعشيرة من العاملين في هذه الآبار التي كانت قد تسلمتها من مشغليها المحليين، وفتحت باب العمل فيها بأجور يومية، أي أن «داعش» لم تعتقل (لصوص نفط) كما روَّج أنصارها آنذاك، بل اعتقلت عمالاً عاديين لديها، واقتادتهم إلى الموقع الرئيسي لحقل العمر النفطي. وفي ذلك الحقل صورت مشاهد من الحلقة الثانية من الإصدار (فشرد بهم من خلفهم) ظهر فيه (35) من المعتقلين على آبار النفط، قبل أن ينقلوا إلى بادية الميادين، ويذبحوا هناك.
حتى المرضى العقليين
أربعة من المرضى العقليين قتلتهم داعش ضمن من قتلت في فتوى (طائفة ممتنعة بشوكة) كان منهم إبراهيم الشريدة (18 عاماً) الذي يؤيد بسبب مرضه كل وصف يوصف به، كأن يقال له: «أنت شبيح لبشار»، فيجيب: «اي شبيح». ألقت مجموعة «دواعش» من جنسيات متنوعة القبض على إبراهيم أثناء تمشيطهم بلدة أبو حمام. وحسب التحقيق السريع الذي نقله مقطع مصور نشره عناصر تنظيم «داعش»، قُيِّدَ إبراهيم إلى عمود، وسأله «داعشي» من جنسية قوقازية -حسب ما ظهر في المقطع- عن اسمه وأصله، ثم سأله: «ماذا فعلت؟»، فيقول إبراهيم: «رميت بالقاذف وبالبارودة» ويسأله القوقازي: «كم أخوة قتلت؟» فيرد: «اثنين». قبل أن ينتهي الحوار الخاطف بقول القوقازي: «قتلت اثنين أخوة ...مافي مشكلة.. هذا عدو الله.. قتلوا اثنين أخوة ب RBG.. وبإذن الله عز وجل قصاص نفس الشي.. ب RBG سنقتله» وبالفعل خلال ثوان يطلق الحشد الداعشي قذيفته (RBG) نحو إبراهيم في جو احتفالي على صرخات التكبير والهتاف بالدولة الباقية.
اعتاد الفتى عبد الرزاق عريش، وهو مريض عقلي آخر من بلدة أبو حمام، أن يتجول في شوارع البلدة طوال النهار، ويمر ليلاً على بيت شقيقته ليأكل، وفي ليلة مقتله ذهب إلى بيت أخته كما جرت العادة، ليوقفه مقاتلو «داعش» هناك ويطلقوا النارعليه دون أن تشفع له هيئته بالإفلات من الموت، وكذلك كان حال مريضين آخرين، عثر عليهما مقتولين فيما بعد.
مقابر جماعية
في شهر تشرين الأول من العام 2014، سخَّرت «داعش» ثلاثين معتقلاً لديها من أبناء عشيرة الشعيطات، في جمع أكثر من (300) جثة كانت متناثرة في كل مكان تقريباً في البلدات الخالية من أهلها. نقلت الجثث في شاحنات لتُرمى في مواقع شتى، منها حفر بجوار سكة القطار قرب جسر شمال بلدة أبو حمام بنحو (5.5) كم. وظلت هذه الحفر مكشوفة دون أن تردم إلى حين اكتشافها من الأهالي الذين سمح لبعضهم بالعودة إلى ديارهم منتصف كانون الثاني من ذلك العام. كانت هذه الجثث ضائعة الملامح ومعظمها بأعضاء غير كاملة، مما جعل التعرف عليها أمراً شبه مستحيل. بعد أيام وقرب المقبرة في بلدة الكشكية، عثر في حفرة واحدة على خمسين جثة معظمها دون رأس. وفي مدرسة (العويضية) في الكشكية أيضاً عثر على (20) جثة أخرى، عليها علامات تقييد الأيدي وآثار طلقات نارية في الرؤوس، وأمكن لذوي المقتولين هنا أن يتعرفوا على أبنائهم. وفي بلدة غرانيج، قرب محطة تحويل الكهرباء، عثر في حفرة أخرى كذلك على (50) جثة. تمكن الأهالي من اكتشاف هذا الموقع بفضل رجل شارك في الحفر وفي دفن الضحايا، حين كان مسجوناً لدى «داعش» بتهمة التدخين. ولم يتوقف اكتشاف المقابر والعثور على الجثث بعد المذبحة، فعثر أهل بلدة أبو حمام بعد عودتهم إلى ديارهم على (12) جثة مرمية في سواقي الري، وعثروا أيضاً على (6) جثث أخرى متفرقة داخل البيوت في أحد أحياء البلدة. وبعيداً عن هذه المقابر، قرب قلعة الرحبة في مدينة الميادين ألقيت جثامين من ظهروا في الحلقة الثانية من إصدار «داعش» المسمى (فشرد بهم من خلفهم).
جعفر الخليفة وآخرون:
اتهم جعفر الخليفة (الشعيطي) بأنه أحد كبار المجرمين المتورطين بالمذبحة بحق أبناء عشيرته، كان جعفر أحد المبايعين المبكرين ل«داعش» إلى جانب كل من (أبو علي الشعيطي وأبو سيف وآخرين) شارك الخليفة في هجمات «داعش» على بلدته الكشكية وبلدتي غرانيج وأبو حمام مطلقاً على نفسه اسم (أبو حمزة الأردني). ثم تفرغ لملاحقة المطلوبين ل«داعش» وخاصة منتسبي كتائب الجيش الحر السابقين منهم ، فترأس حاجز قرية الصالحية المرعب لأبناء العشيرة على طريق دير الزور البوكمال، وعلى هذا الحاجز تفنن الخليفة في قتل من يعثر عليه من الشعيطات، وهو المعروف بين «الدواعش» بولعه باستعمال الفأس في تحطيم رؤوس ضحاياه وتقطيع أوصالهم. يصعب تفسير طاقة الشر الحاقدة في نفس هذا الرجل، لكن بعض أبناء بلدته يذكّرون بحادثة مقتل شقيقه المبايع هو الآخر ل«داعش» ويذكّرون كذلك بماضيه القريب، كمشبوه في علاقات تجسس على المتظاهرين ضد نظام الأسد أول الثورة، قبل أن يصبح أحد لصوص آبار النفط الذين بايع أكثرهم تنظيم «داعش» إفلاتاً بما سرقوه من أموال. منذ شهرين تقريباً عين الخليفة بمنصب كبير في إدارة «داعش» لبلدات الشعيطات، ويحرص اليوم على جذب منتسبين جدد إليها من كافة فروع العشيرة المنكوبة، ليكثر عدد المتورطين معه، فيفلت من عقاب محتوم على ما اقترف من جرائم.