رغم وجود أكبر معملٍ سوريٍّ للغاز في دير الزور، واستمرار إنتاج هذا المعمل وفق تفاهمات داعش والنظام، الا أن سكان المحافظة يعانون مشقةً كبيرة للحصول على أسطوانة غاز.
بعد سيـــطرة داعش على دير الزور، ومحاولاتهـــــا إنشاء تنظيـــمٍ مركـزيٍّ لتوزيع الغاز المنزليّ، من خلال وحدات التعبئة المتنقلة –من الصــــهاريج مباشرةً- وفــق برنامجٍ زمــنيٍّ محـدّد؛ تراجعـــت الحصّة المخصّصة لولاية الخير/ دير الزور، من الغاز، ليغدو دخول أسطوانةٍ ممتلئةٍ منه إلى منزلٍ ما مناسبةً سارّة.
يبلغ معدّل إنتاج معــمل غاز الطابية –كونيكو- 2000 أسطوانةٍ يومـياً، كان نصفها على الأقلّ يوزّع في دير الزور، ويذهب النصف الآخر إلى المناطق الخاضعة لسيــطرة داعــش من المحافظــات السـوريــة الأخـرى. وقبـل ثلاثــة أشهرٍ أو أكثر، بحسب ما يذكر عمالٌ في قطّاع النفط، قرّر التنظيم تخصيص نصف الإنتاج اليوميّ للمدن العراقية. وابتدع نظام توزيعٍ جديدٍ للنصف المتبقي، ميّز بين نوعين من مستحقي الغاز المنزليّ، هما "الأخوة" من أعضاء التنظيم و"عامّة" المسلمين. وقد حظي كلّ واحدٍ من "الأخوة" بأسطوانة غازٍ شهرياً، في حين ترك "العامّة" يتدبّرون أمرهم كيفما اتفق، وبحسب ما يتيحه مزاج أمراء الغاز.
يبلغ السعر الاسميّ المحدّد من قبل داعش لأسطوانة الغاز 800 ليرةٍ (3.5 دولار أمريكيّ)، تتيح مورداً يومياً لا يقلّ عن 7000 دولارٍ تدخل صناديق داعش. في حين تنشط شبكة سوقٍ سوداء، يتحكم بها مقرّبون من التنظيم، يتجاوز سعر الأسطوانة فيها 2500 ليرةٍ، أي 10 دولارات.