- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
عند أوّل فرصة: المظاهرات تعود إلى أخطر مدينةٍ في العالم
شهدت مدينة حلب، منذ بداية شهر آذار الجاري، عودة الحراك السلميّ إلى شوارعها بشكلٍ ملحوظ، وذلك بالتزامن مع عدّة فعالياتٍ أقيمت احتفالاً بالذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، استمرّت خمسة أيامٍ متواصلةٍ في العديد من الأحياء الخارجة عن سيطرة نظام الأسد. وتميّزت هذه الفعاليات، التي شارك فيها عددٌ كبيرٌ من سكان المدينة وناشطيها، بالتنظيم الكبير الذي تمّ بإشراف "ثوار حلب".
الهدنة أسهمت في عودة الحراك السلميّ
قال المتحدث الرسميّ باسم "ثوار حلب"، الدكتور حمزة الخطيب، في تصريحٍ لـ"عين المدينة": "بعد توقف القصف الروسيّ شعر ناشطو المدينة وسكانها بضرورة عودة الحراك السلميّ والمظاهرات من جديدٍ إلى الشارع، للتأكيد على مطالب الثورة السورية وتجديد شعاراتها".
وأضاف: "خلال الهدنة عادت المظاهرات بشكلٍ كبيرٍ إلى شوارع وأحياء مدينة حلب وأريافها، وقد شاهد العالم الصور والتسجيلات عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وأثبت سكان حلب أنهم، ورغم مرور خمس سنواتٍ من القتل والدمار الذي مارسه نظام الأسد وميليشياته الأجنبية وحلفاؤه ضدّهم، ما زالوا مصرّين على إسقاط النظام ومحاسبة الأسد على كافة الجرائم التي ارتكبها في حقهم وحق أبنائهم".
رفض الدعم الخارجيّ
وأشار المتحدث باسم "ثوار حلب" إلى أن جميع أعضاء التشكيل اتفقوا على رفض أيّ دعمٍ ماليٍّ من المنظمات الأجنبية والمحلية، وشدّدوا على ضرورة أن تكون احتفالية إحياء ذكرى الثورة ممولةً من أبناء الثورة بأشخاصهم.
وأضاف: "بعد خمس سنواتٍ من انطلاق ثورة الحرية والكرامة من غير المعقول أن ننتظر منظمةً أميركيةً أو أوروبيةً لتقدم لنا الدعم لنغطي به تكاليف خياطة علم ثورتنا وبلدنا، ودفع تكاليف الاحتفالات التي سنقيمها. لذلك قررنا أن نرفض كافة أشكال الدعم من المنظمات، وشكلنا لجنةً ماليةً لجمع التبرّعات الشخصية من الناشطين داخل سوريا وخارجها. والمفاجئ أننا تمكنا من جمع مبلغٍ استطعنا به تغطية كافة تكاليف الاحتفالية من تبرّعات ثوار حلب في الداخل فقط".
عروضٌ فنيةٌ ونشاطاتٌ رياضية
وعن الفعاليات التي شهدتها المدينة قال رئيس مكتب الحراك الثوريّ في تشكيل "ثوار حلب"، الناشط عبد الحميد البكري، خلال تصريحٍ لـ"عين المدينة": "على مدار خمسة أيامٍ متواصلةٍ قمنا بتنظيم عدّة فعالياتٍ احتفالية، بدأت في الرابع عشر من الشهر الجاري وانتهت في الثامن عشر منه، تخللتها عدّة نشاطاتٍ رياضيةٍ ومظاهراتٌ في العديد من أحياء المدينة. كما قام فريق الدفاع المدنيّ بتقديم عرضٍ قاموا خلاله بمناورةٍ استعراضية".
وأضاف البكري: "تمّ أيضاً تنظيم معرضٍ لمجسّماتٍ فنية لمعالم سوريةٍ مرتبطةٍ بالثورة، كساعة حمص الشهيرة، بالإضافة إلى السهرات الثورية التي أُقيمت في المراكز الثقافية وحفلة إنشادٍ ورقص مولويةٍ لإحياء التراث الشعبيّ للمدينة".
لمحة عن "ثوار حلب"
تأسّس تشكيل "ثوار حلب" بتاريخ 12/2/2016 من قبل معظم ناشطي المدينة العاملين في مختلف المجالات الثورية، بعد أيامٍ قليلةٍ من إعلان عددٍ من التشكيلات الثورية في حلب حلّ نفسها استعداداً للاندماج ضمن تشكيلٍ موحد.
وقال البكري إن الهدف من التشكيل هو وحدة الصف ووحدة القرار الثوريّ، وحثّ جميع الهيئات والتشكيلات الثورية العاملة في حلب وريفها على التوحد في بوتقةٍ واحدة. مشيراً إلى أن المرحلة التي تمرّ بها حلب مرحلةٌ حرجةٌ تفرض على الجميع اتباع خطواتٍ مماثلةٍ تصبّ في مصلحة الثورة أولاً وحلب ثانياً.