- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
راديو داعش ومجلاتها6000 نسخة من جريدة النبأ أسبوعياً في الرقة ودير الزور
إلى جانب استعماله الفعال لشبكة الإنترنت في نشر منتجاته الإعلامية، يعتمد تنظيم داعش في خطابه الموجه لأتباعه السوريين والعرب، ولعامة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته، على وسيلتين رئيسيتين هما إذاعة البيان وجريدة النبأ الأسبوعية، فيما تتوجه المجلات المطبوعة بلغات مختلفة للمهاجرين من غير الناطقين بالعربية ولآخرين من نظرائهم بقصد حثهم على الهجرة.
إذاعة البيان
بعيد سيطرته على مدينة الموصل، وفي الأيام الأخيرة من تموز 2014، أطلق تنظيم داعش إذاعته البيان من الموصل، مستفيداً من المعدات والتجهيزات الخاصة بإذاعات محلية هناك. لاحقاً، ومع استكمال ما يلزم من تحضير تقني، وصلت البيان إلى معظم «ولايات» داعش، وظلت الرقعة الجغرافية التي يغطيها البث متغيرة بتغير الخارطة الجغرافية التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق. وحال بثها على الموجات القصيرة FM، واعتمادها على محطات بث وتقوية صغيرة ثابتة أو متنقلة، دون انقطاع البث لأوقات طويلة، رغم وقوعها ضمن أهداف طائرات التحالف.
يتألف البرنامج اليومي لإذاعة البيان من ثلاث نشرات إخبارية تتكرر في الغالب أوقات الصباح والظهيرة والمساء. تستغرق كل نشرة مدة 20 دقيقة تقريباً، وتنقل، بشكل مقتضب، آخر التطورات على جبهات القتال في ولايات داعش المختلفة، متجنبة أنباء الهزائم التي يمنى بها التنظيم، أو تعرضها في سياق يركز على خسائر عدوه، مع إغفال كامل للخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها. وتفرّغ نشرات البيان الإخبارية وتوزع ورقياً كخلاصة إخبارية يومية. وإلى جانب الأخبار التي تأخذ ساعة أو أقل من أصل 12 ساعة بث في هذه الأيام، تعاد مسجلة في النصف الباقي من اليوم؛ تحتل البرامج الدينية شبه التعليمية وفق منهج داعش في التوحيد والجهاد والفقه تحت عناوين مختلفة، معظم ساعات البث، إلى جانب تلاوة القرآن والأناشيد، فضلاً عن كلمات خليفة داعش أو الناطق باسمها. وتظهر، من حين إلى آخر، برامج أسبوعية على حلقات، يعاد بث الحلقة منها مرتين أو ثلاثاً كل أسبوع، تتناول شؤوناً مختلفة، مثل برنامج «حزب البعث الكافر: تاريخه ونشأته» و«طبيبك على الأثير» وغيرهما من البرامج التي تحتل جزءاً ضئيلاً من زمن البث.
أول كل شهر يوزع على النقاط الإعلامية قرص مضغوط DVD يحمل ملفات صوتية لكل ما أذاعته البيان من برامج ونشرات أخبار خلال الشهر السابق. ويعرض المندوبون المتفرغون في النقطة على زوارها نسخ هذا القرص أو تحميل محتوياته على أجهزة الهاتف النقال والذواكر الإلكترونية.
أدى منع التقاط القنوات الفضائية التلفزيونية في مناطق سيطرة التنظيم، ومراقبة تصفح الإنترنت وحصره في أمكنة محددة، وكذلك غياب الإذاعات أو ضعف تردداتها أو التشويش عليها في المناطق المتاخمة لأراض تسيطر عليها قوى أخرى، إلى جعل البيان الإذاعة الوحيدة التي تمكن متابعتها في مناطق داعش السورية، في المنازل أو في الأمكنة العامة ووسائط النقل التي يتجنب سائقوها البحث عن إذاعات أخرى قد يتاح التقاطها على الطرق الطويلة والطرفية، خشية المساءلة.
يصعب تقدير درجة متابعة السكان لهذه الإذاعة. لكن محتواها الفقير، وتغطياتها الخبرية المنحازة والمجتزأة، فضلاً عن الموقف العام المضمر المناهض للتنظيم، إضافة إلى تراجع ثقافة الإذاعات أو عادة الاستماع إليها، مع المصاعب الأخرى من توافر أجهزة الراديو وارتفاع أثمانها –نسبياً- إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لوقت طويل؛ سيقلص بلا شك عدد المتابعين المحتملين بما يفرضه احتكار إذاعة داعش للأثير.
جريدة النبأ
تصدر النبأ عن ديوان الإعلام المركزي للتنظيم. وظهرت أول مرة في «الولايات» السورية على شكل نشرة ورقية تجريبية في آب 2015، قبل أن ينتظم إصدارها في الربع الأخير من ذلك العام، لتصدر أسبوعياً كل ثلاثاء، ثم تغير الموعد إلى الخميس قبل خمسة أشهر من اليوم. في الأعداد العشرة الأولى تألفت صحيفة النبأ من 12 صفحة، ثم زادت إلى 16. يطبع منها في «ولايتي الخير والرقة»، حسب مصادر خاصة، ما يزيد على 6000 نسخة يبدأ توزيعها بعد صلاة الجمعة في النقاط الإعلامية وفي الأسواق والأمكنة العامة في المدن والبلدات وعلى السائقين، وعلى المقاتلين في الجبهات، فضلاً عن مقرات داعش ومكاتب دواوينها.
تأخذ الأخبار العسكرية من جبهات مختلفة في «الولايات» القريبة في سورية والعراق، وفي «ولاياتها» أو فروعها البعيدة بقدر أقل، 7-8 صفحات غالباً من كل عدد. وعلى الصفحة الثانية من كل إصدار يعرض إنفوغراف إخباري يلخص خسائر العدو في معركة ما، أو وقائع جبهة خلال مدة محددة. وبعد الصفحات الإخبارية تحتل ما يسميها محررو النبأ «مقالات» حوالي 3-4 صفحات تتناول موضوعات جهادية وعقائدية ووعظية في الغالب، وتقل المقالات التي تتناول موضوعات أخرى. وتظهر، بين عدد وآخر، «تحقيقات» هي أقرب إلى الدعاية بما تعرضه من آراء ومواقف تؤيد التنظيم تأييداً مطلقاً. كما تظهر، بتواتر أقل، لقاءات مع أمراء وقادة لداعش، وكذلك سير بعض القادة والأمراء المقتولين تحت باب «قصة شهيد»، دون أن تكشف عن جوانب هامة من تلك السير في معظم المرات. وتعرض الجريدة أحياناً قصصاً منتقاة من التاريخ الإسلامي في موضوع الجهاد. ويظهر على الغلاف الأخير إنفوغراف ديني تعليمي في الغالب، يشرح حكماً معيناً أو يعرض أحاديث أو أقوالاً مأثورة في موضوع معين لبعض علماء المسلمين القدماء أو المتأخرين الذين تعتمدهم داعش. وتتخلل الصفحات الداخلية دعاية عن آخر الإصدارات المركزية أو الفرعية عن المكاتب الإعلامية للولايات.
دابق وأخواتها
بدأت مؤسسة الحياة، وهي أحد الأذرع الإعلامية الرسمية للتنظيم، الموجهة لغير الناطقين بالعربية، أول إصداراتها المكتوبة مع مجلة دابق في حزيران 2014، إلى أن توقفت في الشهر ذاته من العام الماضي. وخلال عامين من عمر دابق انتظم إصدارها شهرياً لمرتين فقط، في الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2014، ولخمسة أشهر متتالية ابتداء من شباط 2015. ونالت دابق، الصادرة بلغات عدة، قدراً كبيراً من الرصد والتحليل في وسائل الإعلام المختلفة. وبعد دابق أصدرت الحياة مجلة المنبع باللغة الروسية بعددين في العام 2014، وعدد واحد في كل من العامين اللاحقين. وفي شباط 2015 أطلقت مؤسسة الحياة مجلة دار الإسلام باللغة الفرنسية، وصدر منها في ذلك العام 7 أعداد، وعدد واحد في العام اللاحق. وفي حزيران 2015 أطلقت الحياة مجلة القسطنطينية باللغة التركية، وصدر منها إلى حين توقفها في آب الماضي 7 أعداد. ركزت المنبع ودار الاسلام والقسطنطينية على الشؤون الجهادية في كل بلد من البلدان الثلاثة (روسيا وفرنسا وتركيا)، إضافة إلى الدعاية اللازمة للـ«دولة الإسلامية» وخلافتها.
بعد العدد 15 أكدت مؤسسة الحياة على قناة ناشر نيوز الإنكليزية في تلغرام أن هذا العدد هو الأخير من مجلة دابق، محذرة من ظهور إصدارات مزيفة للمجلة لاحقاً.
لاحقاً، وفي ما يبدو أنه وراثة لكل المجلات السابقة، أطلقت مؤسسة الحياة، في أيلول الماضي، مجلة «رومية» الشهرية بـ8 لغات، لتصل إلى 10 في العدد الخامس والأخير. تنقل رومية بعض المواد المنشورة في جريدة النبأ من لقاءات ومقالات دعوية، مترجمة إلى اللغة الخاصة بكل نسخة، كما تأتي الدعاية لداعش والدعوة للانضمام إليها ونصرتها كمحور رئيسي في معظم موادها المنشورة التي تتناول موضوعات مختلفة في الفضاء الجهادي وفق خط داعش. تتطابق معظم مواد النسخ المختلفة، مع تخصيص مادتين لكل نسخة من اللغات العشر. وفي بعض النقاط الإعلامية في المدن التي يكثر فيها المهاجرون من جنسيات غير عربية يخصص ركن لتوزيع هذه المجلات الأجنبية المطبوعة.