- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
جمود تجاري شمالي غرب سوريا بعد منع تركيا إجازات العيد
تساهم الإجراءات الجديدة لتركيا تجاه اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها في الجمود التجاري الذي تعاني منه مناطق المعارضة شمالي غرب سوريا، على اعتبار أن تدفق آلاف السوريين نحو المنطقة كان يتزامن مع تحريك في العجلة التجارية، مع الأموال التي يدخلها الزوار على شكل مصاريف شخصية أو مساعدات تكافلية، لا سيما في الأيام القليلة التي تسبق العيد.
ومع حلول عيد الفطر للعام 2022، يستمر توقف زيارات العيد التي كانت تركيا تسمح للسوريين بها من معبري "السلامة" و"باب الهوى" للمرة الثالثة، إذ حظرت تركيا هذه الزيارات في العامين الماضيين بسبب الإجراءات المشددة المتعلقة بكورونا، بحسب مازن علوش مدير معبر باب الهوى.
ويضيف علوش لعين المدينة بأن الجانب التركي سمح بإجازات عيد الأضحى فقط خلال العام الماضي دخل فيها 45 ألف مواطناً. مؤكداً أن قرار تركيا بوقف الزيارات في الموسم الحالي يتعلق بالجانب التركي، إذ إن "إقرار أو عدم إقرار الإجازة هو شأن تركي وليس من اختصاص عمل إدارة المعبر السورية".
وبينما كانت الزيارات المتكررة للسوريين إلى مناطق المعارضة تفرز نوعاً من النشاط التجاري المواكب، يؤكد تجار من المنطقة لعين المدينة حالة الجمود التي تنتاب الأسواق كنتيجة لغلاء الأسعار من جهة، ولانعدام السيولة المالية التي كانت إجازات العيد تسهم في وجود قسم منها في الداخل السوري من جهة أخرى.
ويطال الجمود التجاري محلات الألبسة والحلويات وألعاب الأطفال وقطاع النقل والمواصلات. ويشير تجار تحدث إليهم عين المدينة إلى أن العام الحالي يشهد إقبالاً فاتراً على الألبسة، لا سيما مع الأسعار الباهظة التي تسجلها ثياب الأطفال. بينما يقلص بائعو حلويات العيد من الكميات التي كانوا ينتجونها في المواسم المشابهة تفادياً للخسائر الناجمة عن ضعف الطلب.
وبالموازاة مع ضعف النشاط التجاري، يشكو العاملون في قطاع النقل من حالة الشلل التي أصابت المواصلات مقارنة بالأعوام السابقة. ويقول أحد السائقين العاملين على خط إدلب - باب الهوى، لعين المدينة أن تدفق الزائرين من تركيا كان يحفز وسائط النقل ويكسبها عملاً متواصلاً على مدار أسابيع، مضيفاً أن "الحركة اليوم مفقودة.. الركاب قليلون والباص ينتظر مدة طويلة قبل سيره على الخط لعدم وجود ما يكفي من الركاب".
وتعاني مناطق المعارضة من تفشي البطالة، وهو ما نشط حركة هجرة الشبان نحو تركيا خلال السنوات الماضية، حيث تعتمد نسبة كبيرة من الأسر في الداخل السوري على الحوالات المالية التي يرسلها أبناؤها من تركيا، كما كان الأبناء الوافدون ينتهزون فرصة إجازات العيد لشراء السلع ولوازم العيد من السوق المحلية.
ولا يخفي عبد الحكيم المصري وزير الاقتصاد في الحكومة المؤقتة خلال حديث لعين المدينة، أن إجازات العيد كانت "تحرك السوق التجاري بشكل كبير"، لكن غيابها لا يعد مسؤولاً بالدرجة الأولى عن حالة ركود الأسواق في الشمال السوري، فهناك أسباب متعددة على رأسها البطالة وانخفاض الأجور وتوجه السكان نحو شراء سلع محددة وبكميات قليلة، ما يتسبب بضعف الطلب على السلع الأخرى.
ويتابع: "في العادة، عند دخول عدد يتراوح بين 40 وحتى 50 ألف زائر يحدث نشاط تجاري في قطاعات مختلفة مثل الحلويات والألبسة والمواد الغذائية التي يشتريها الزائرون لذويهم، وهذا يزيد الطلب على مواد وسلع مختلفة".
ويؤكد المصري عدم وجود زيارات عيد من معبر "باب السلامة" لهذا العام، موضحاً أن دخول 3150 شخصاً من معبر باب السلامة و 250 من معبر "الراعي" قبل إغلاق المعابر، كان بموجب سماح والي كلس بفتح المعابر أمام سوريي ولاية غازي عينتاب لفترة مؤقتة.