- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
برعاية الميليشيات التابعة لإيران: موسم آخر لزراعة الحشيش في دير الزور
منذ بداية شهر آذار الحالي، باشرت مجموعات من ميليشيات تابعة للإيرانيين في دير الزور، بزراعة الحشيش المخدر في بعض القرى وأطراف بعض المدن في ريف دير الزور. هذا رابع موسم للحشيش برعاية إيران وحزب الله في المحافظة، التي سيطر النظام وحلفاؤه على نصفها تقريباً منذ خريف العام 2017.
هذا العام وكما في الأعوام الثلاثة السابقة، زرع الحشيش في أراضٍ زراعية استولى عليها قادة الميليشيات التابعة لإيران، توزعت بين مواقع عدة مثل بلدة محكان أو قرب مزار الشيخ أنس ومزارع الشبلي في أطراف مدينة الميادين، وموقعي الحزام الأخضر والمربع الأمني بحي الجمعيات بأطراف مدينة البوكمال.
ووفق مصادر متقاطعة لعين المدينة، شغّل قادة الميليشيات العناصر المحليين المنتمين لحزب الله والموثوقين بالنسبة إليهم، في زراعة الحشيش مقابل أجر شهري يتراوح بين 300 و 400 دولار أمريكي تقريباً. وتشكل هذه الرواتب الجزء الأكبر من التكاليف، فمعظم الأرض المزروعة والمعدات والآلات المستخدمة، تعود ملكيتها للأهالي النازحين الذي تركوها منذ سنوات، بينما توفر منظومات الري في كل منطقة المياه اللازمة لسقاية النبات الذي يصنف كنبات "متساهل" تمكن زراعته في ظروف مناخية متنوعة.
تخضع الأراضي المزروعة بالحشيش لحراسة مشددة تفرضها الميليشيات التي تمنع السكان والمجموعات العسكرية التابعة للنظام بما فيها الفرقة الرابعة من الاقتراب منها، ما يتسبب أحياناً باشتباكات بين الطرفين وقع بعضها قرب نقاط العبور على نهر الفرات التي تربط منطقة سيطرة النظام بمنطقة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وللتمويه وصرف الانتباه تزرع الميليشيات عادة نباتات تشبه أوراق النبات المخدر في محيط الأراضي المزروعة به في كل منطقة.
تعتبر المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال على الحدود السورية العراقية، مكاناً للكثير من نشاطات حزب الله والحرس الثوري الإيراني منذ استثناء المنطقة من النفوذ الروسي ولجم القوى النافذة للنظام فيها. وشهدت المنطقة مؤخراً نشاطاً كبيراً في حركة نقل المخدرات الذاهبة إلى العراق، أو توزيعها في غالبية محافظة دير الزور، بحيث لا يستبعد من ترويجها الثكنات العسكرية أو المدارس أو الجامعات أو المقاهي أو الصالات أو ملاعب كرة القدم، كما تنقل عبر النهر إلى مناطق قسد من خلال تجار المواد الغذائية وسائقي سيارات النقل وصهاريج القاطرجي للنفط. وينخرط في ذلك شبكة تجار ومروجين ومقدمي حماية من العسكريين والمدنيين والموظفين المحليين مثل رئيس فرع الهلال الأحمر السابق بديرالزور سفيان المشعلي، وعناصر الميليشيات أو قادتها في مدينة دير الزور مثل فراس العراقية.
وتداولت صفحات ومواقع محلية وصحف سورية في فترات سابقة، العديد من أسماء قياديين في حزب الله يشرفون على زراعة الحشيش في أكثر من منطقة بدير الزور، على أنه من الصعب التأكد من الأسماء الحقيقية لتلك الشخصيات بسبب استعمال الحزب للأسماء الحركية، لكن مصادر عين المدينة أكدت أن غالبية المسؤولين أو المشرفين على عمليات الزراعة هم من الجنسية اللبنانية كما تدل لهجتهم.
وارتبط انتشار المخدرات وإنتاجها وزراعتها بالميليشيات الإيرانية أو الدائرة في فلكها في الشرق الاسط، حتى يمكن رصد متلازمة المخدرات أينما حلت تلك الميليشيات. وتشكل تجارتها بالنسبة إلى تلك الميليشيات الشريان الذي يغذي وجودها وتكاثرها وتغذية أذرعها، التي يعتبر حزب الله اللبناني أبرزها في سوريا.