- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
اللغة التركية العقبة الدراسية الأهم في تركيا من معوقات التعليم ومشاكل الاندماج لدى الطلبة السوريين
أثناء السؤال عن مشاكل الدراسات العليا للطلاب السوريين في تركيا، قاطعني الأستاذ خالد البرجس، وهو مدرس في جامعة الزهراء، ويبحث في الجامعات التركية عن قبول لمتابعة رسالته في الدكتوراه، والتي توقفت بسبب الأوضاع في سوريا : «أكبر مشاكلنا نحن طلاب الدراسات العليا هي اللغة التركية، فالجامعات الحكومية كثيرة فاق عددها 190 جامعة، وأقساطها زهيدة، لكنهم يطلبون شهادات باللغة التركية، حتى لو كان التدريس فيها باللغة الإنكليزية، اذهب وابحث في التعليم ما قبل الجامعي، وفي القبول الجامعي، هناك تكمن المشاكل».
التعليم ما قبل الجامعي:
أطلقت الحكومة التركية في بداية العام الدراسي 2016-2017 خطة لدمج المدارس السورية بالمدارس التركية، ونقلت الطلاب السوريين في الصف الأول والخامس والتاسع إلى المدارس التركية، وتابع الأول والثاني الثانوي دراستهم في المدارس السورية، بنصف ساعات دوام مخصصة للغة التركية مع مدرسين أتراك. وفي العام الدراسي الحالي 2017-2018 تابعت الحكومة التركية خطتها، لتصبح الصفوف، الأول والثاني والخامس والسادس والتاسع والعاشر من المدارس السورية، في المدارس التركية. ويتابع طلاب الثاني الثانوي دراستهم بنصف ساعات دوام، مخصصة للغة التركية مع مدرسين أتراك أيضاً.
يقول خليل في الثاني الثانوي: «نمضي سبع ساعات دراسية يومياً، ثلاثة منها على الأقل للغة التركية، والبقية لكامل المنهاج العربي. وغالباُ لا نفهم على المدرس التركي، والذي يختار الكتاب التركي بشكل كيفي، وهذا ينطبق على بقية الأصدقاء في المدارس الأخرى».
«الخطة جيدة»، يقول أحد المدرسين -فضل عدم الكشف عن اسمه-: «لكنها تفتقر إلى أدوات التطبيق، ولا تحتوي على آليات مراقبة، فنقل الطلاب السوريين إلى المدارس التركية يحتاج إلى تحضيرهم باللغة التركية وفق مناهج مدروسة، ومن قبل مدرسين يتكلمون العربية» ويتابع «لا يمكن لطفل أن يتحول ببساطة إلى تعليم جديد بلغة جديدة. كما أن نقل الطلاب السوريين إلى مجتمع تعليمي تركي بالكامل، ولّد العديد من حالات التمييز بين الطلاب -على أساس سوري/ تركي- من قبل بعض الكوادر التركية، إضافة إلى التنمّر الذي يتعرض له الأطفال السوريون من قبل الطلاب الأتراك، هنا وهناك».
الشهادة الثانوية:
ما تزال الشهادة الثانوية باللغة العربية في المدارس السورية، لكنها مثقلة باللغة التركية. إذ تستحوذ اللغة التركية على ما يقارب 45% من المعدل العام للشهادة الثانوية. في السابق كان يخضع حامل الشهادة لامتحان معياري للاعتراف بشهادته، لكن هذا الامتحان أُلغي، واستعيض عنه بامتحان كان يجرى للتعليم المفتوح (açık öğretim lisesi)، يتوجب على الطالب فيه النجاح بمادتين باللغة التركية حتى يحصل على اعتراف الحكومة التركية بشهادته، وبالتالي يستطيع المفاضلة على الجامعات الحكومية.
«هناك مدارس خاصة» تقول أمارجي، وهي طالبة بكالوريا: «كالمدارس العراقية والليبية والسودانية، كنتُ في العام الماضي في المدرسة السودانية بعينتاب، والتي تجري امتحان الشهادة على فصلين دراسيين. حيث يأتي وفد من السودان في كل مرة يجري الامتحان، لكن في الفصل الثاني لم يستطع هذا الوفد الحصول على تأشيرات دخول تركيا، وضاع الامتحان النهائي. وهناك المدارس العراقية، لكن غير معترف بشهاداتها في تركيا، وأُوقف الاعتراف بشهادة المدارس الليبية عام 2015». وعن المفاضلة تتابع أمارجي: «في العام السابق كانت المفاضلة على الجامعات الحكومية في الشهر الرابع، لكن هناك أخبار تفيد بتأجيلها حتى الشهر التاسع هذا العام، أي بعد مفاضلة التعليم المفتوح. وتطلب الكليات العلمية، حسب اللغة المعتمدة في منهاج كل جامعة، شهادة (سات)، وهي شهادة معترف بها دولياً قائمة على اللغة الإنكليزية والرياضيات، أو شهادة (يوز)، وهي شهادة معترف بها في تركيا قائمة على اللغة التركية والرياضيات كذلك. بينما لا يحتاج التسجيل في الجامعات الخاصة إلى شهادة يوز أو سات، لكن أقساطها مرتفعة، وتتجاوز 15 ألف دولار سنوياً في بعض الكليات. ويلجأ الطلاب لتجاوز ذلك إلى المنح الدراسية التي تقدمها حكومات وهيئات ومنظمات مختلفة، وللمنح مفاضلات خاصة بها متعلقة بالجامعة والجهة المانحة».
يقول عبدالله، وهو طالب بكالوريا أيضاً: «بعض الجامعات الحكومية الكبيرة في تركيا، ومنها جامعة عينتاب، أصبحت تطلب اليوز والسات معاً، إضافة إلى أن الطالب ملزم بالسنة الأولى في الجامعات الحكومية بدراسة (التومر)، وهو منهاج في اللغة التركية يضاهي التوفل الإنكليزي».
محاولات حثيثة من قبل الحكومة التركية لإتاحة التعليم بجميع مراحله للسوريين، ودمجهم بالمجتمع التركي، كان آخرها التوجيهات للمدارس بفتح دورات تعليم اللغة التركية للأهالي مجاناً، يومي العطلة السبت والأحد. ولا تخلو هذه المحاولات من العيوب أو النواقص، يرى البعض أن على الطرف التركي تحمل مسؤوليات أكثر كالمراقبة والمراجعة لتجنبها، دون النظر إلى دور السوريين في تركيا، وما يترتب عليهم تجاه مجتمع آخر بطبائع مغايرة ولغة مختلفة.