- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
القبنض من شهداء يزورون رجال الأعمال إلى الإعلام والطبل والزمر
لا تزعجوا القبنض، فلم يعد في دكة البدلاء من هو أفضل منه. فال«حجي» كما يحلو له أن يناديه أصحابه وموظفوه، ووصف الحجي في حلب ليس صفة دينية بل هو ثقافة محلية وأسلوب حياة اقتصادي، يستخدمه الصناع في إعادة كل صغيرة وكبيرة إلى رب عملهم «هيك بدو الحجي، وهي سياسة الحجي»، أكثر من أمتع الشعب في مجلسهم منذ زمن بعيد.
«حصافة اللغة» التي أدهشنا بها القبنض في مقطع الفيديو الأخير الذي تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، ومزجه الجديد لمتلازمة «الإعلام والطبل والزمر»، أعادت إلى الأذهان «نظرية العالم» لصاحبها النمر، لتغدو «الفصاحة والحنكة» سمة عامة للمسؤولين الذين تم اختيارهم «بعناية» لقيادة هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ سوريا الحديث.
ليست المرة الأولى التي يظهر فيها القبنض تحت قبة البرلمان بفيديو يثير سخرية السوريين. فبعد أن أفرغ منذ أيام ما في جيبه من كلمات عن الإعلام وأهميته مقابل الدور الكبير لقنوات الجزيرة والعربية، وكيف ساهم التطبيل والتزمير في عودة المستثمرين إلى حلب. تداولت صفحات الفيس بوك فيديو للقبنض، يشرح فيه كيف أن الشهداء يزورون رجال الأعمال، ويقفون على أبوابهم للحصول على المساعدة، داعياً وزير الصحة «لتخليصهم من هالشغلة».
الحجي الذي دافع عن خطابه بأن هناك من يحاول الشهرة على حسابه، وأنه رجل بسيط يمثل فئة من المجتمع، على حد قوله، بعد لقاء أجرته معه إذاعة شام اف ام الموالية للأسد، لم يسلم من انتقادات السوريين الذين تساءلوا عن إمكانية أن يكون في المجلس «مجنوناً عن فئة المجانين، ولصاً عن فئة اللصوص.... بوصفها فئات من المجتمع». تطورت هذه الانتقادات إلى تهكم طال مجلس الشعب بعمومه لا القبنض وحده «فهيك مجلس بدوا هيك عضو»، و«اليوم عرفنا أنو سوريا بإيدين أمينه»، متحسرين على تلك الأيام التي كان أعضاء مجلس الشعب فيها «يمضون فترة ولايتهم صامتين، مكتفين برفع أصابعهم للموافقة ونمرة السيارة والشقة السكنية التي كانوا يحصلون عليها». فيما اعتبر بعض أهالي مدينة حلب أن إظهار الحلبي بصورة «الأمي صاحب الكرش الفوضوي»، أمر مدروس من قبل الحكومة، مدافعين عن المدينة التي أخرجت من عباءتها نواباً ك «سعد الله الجابري، ورشدي كيخيا، وناظم القدسي».
وذهب بعض الحلبيين إلى القول، وتلك حقيقة، أن القبنض نجح في عضوية مجلس الشعب عن محافظة ريف دمشق عام 2016، علماً انه من مدينة حلب التي حاول الترشح فيها مراراً، وملأت صوره شوارع المدينة، لتبوء كل محاولاته بالفشل، قبل أن ينتقل إلى الترشح عن ريف دمشق في عام 2012، حين استفاق سكان المدينة على صوره مذيّلاً كل واحدة منها باسم أحد نجوم الدراما السورية، لينتهي به المطاف بإعلان انسحابه إثر انتشار فضيحة البروباغندا الانتخابية التي قادها من خلال استغلال أبطال مسلسل البرغوث الذي كان ينتجه كأيمن زيدان وسلوم حداد، معلقاً في حينها على قرار انسحابه ب«إفساح المجال للشبان كي يأخذوا دورهم في الحياة البرلمانية والسياسية في سوريا» ليسخر أحدهم بقوله «كأنوا الحجي صغرلوا كم سنة بالدورة الجديدة».
الضجة الكبيرة التي رافقت الحجي أثارت الكثير من التساؤلات، حول «بائع الفلافل والعصير في العبارة» في سبعينيات القرن الماضي، الذي هاجر إلى أوروبا ليعود بثروة طائلة استثمرها في مجال الإنتاج الفني، فهو يملك شركة قنبض للإنتاج الفني التي أنتجت الكثير من الأعمال الدرامية السورية، بالإضافة إلى مجلة ولادة الثقافية الاجتماعية المنوعة، ليذهب بعضهم إلى القول بأن الحجي تزوج من امرأة انجليزية وورث عنها أموالها، في حين اعتبره الآخرون متورطاً بعمليات غسل الأموال لرجال في نظام الأسد، الغريب في الأمر أن للحجي مريدون من أصحاب الأقلام الموالية الأسد، دافعوا عن خطابه، واعتبروه ممثلاً للعفوية والبساطة، منتقدين من قام بتصوير الفيديو، وسائلين عن سبب نشره؛ علماً أن الجلسة التي تحدث بها القبنض كانت في نهاية عام 2016، فلماذا انتظر صاحب الفيديو كل هذا الوقت لنشره؟.