- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
الطريق إلى مناطق النظام عبر التهريب وخيبة أمل .. محاولات النظام السوري استقطاب المهجرين إلى مناطق سيطرته شمال حماة
قبل موجة الهروب الأخيرة من مناطق النظام، عمل الأخير عبر وكلائه بالتواصل مع عشرات العوائل المهجرة في شمال إدلب بهدف العودة إلى مناطق سيطرته جنوب إدلب وريف حماة عبر تقديم عدد من المغريات.
إذ تعهد النظام عبر وكلائه وقادة قطعه العسكرية بالسماح للأهالي بالعودة إلى قراهم، والحصول على أراضيهم الزراعية والعمل بها، بالإضافة إلى تقديم الخدمات للمناطق التي يرغبون بالعودة إليها، وخصوصاً مدن خان شيخون ومورك.
محمد حمادو وهو مهجر من ريف حماة الشمالي باتجاه مناطق المخيمات، يشرح كيف كانت ترتب العودة إلى مناطق سيطرة النظام قائلاً: "الذهاب يكون عن طريق التهريب بالاتفاق مع أحد السائقين أو السماسرة، وذلك عن طريق مناطق ريف حلب الشمالي عبر معبر أبو الزندين، ثم إلى مناطق سيطرة قسد في مدينة منبج، وبعدها يدفع المدني مبلغ يتراوح بين 500 إلى 600 دولار للوصول إلى مناطق سيطرة النظام في ريف حماة الشمالي".
كما أكد "حمادو" أنه ليس هناك ضمان لعدم اعتقال المدني في مناطق سيطرة النظام، إذا كان مطلوب لأفرع الأمن، ولكن غالبية العائدين يقومون بطلب "فيش أمني" عن طريق أحد الضباط مقابل مبلغ مالي لمعرفة إن كانوا مطلوبين للنظام.
كذلك أشار في حديثه لعين المدينة أن "غالبية العائدين تم التواصل معهم عن طريق أقربائهم في مناطق سيطرة النظام للعودة، والعمل في أراضيهم، إذ يعيد النظام الأرض لمن يملك سند ملكية، أو يعطي قسماً من الأرض لمن يملك حصة من الورثة، أو يقوم بضمانها وإعطاء الأموال للضباط".
وبحسب مصدر من مدينة خان شيخون، فقد قامت قوات النظام بتجهيز بعض شوارع المدينة بالخدمات بهدف استقطاب السكان الذين يرفضون العودة، فيما قام عشرات الجنود التابعين للمليشيات باستقطاب عوائلهم للعيش معهم في المدينة.
من جهته أوضح محمد أبو فراس وهو مهجر من ريف حماة، أن غالبية العائدين يكونون بسن 40 عاماً فما فوق، وذلك بهدف استعادة أراضيهم وليس حباً بالنظام، لأن غالبية المدنيين كانوا يعملون بالزراعة وعانوا في الشمال السوري من الفقر الشديد، نتيجة عدم وجود عمل، لذلك فإن عودتهم بهدف إعالة عوائلهم التي تبقى نازحة شمال المحافظة.
وأضاف في حديث لعين المدينة "أحد جيراني عاد قبل شهر بعد وعود من قبل ضابط لدى النظام بإعادة أرض الفستق الحلبي له والعمل بها، وهو يعاني من عدة أمراض وطاعن بالسن، وبعد وصوله واستلام أرضه طلب منه الضابط مبلغاً يساوي نصف موسم الفستق مقابل السماح بالعمل بأرضه".
واعتبر أن النظام يسعى لإعادة أكبر عدد من المهجرين إلى مناطق سيطرته من خلال إعطاء أوامر للسكان الذي يعيشون في تلك المناطق بالتواصل مع أقربائهم، وترغيبهم بالعودة مقابل عدم ملاحقتهم وضمان عملهم باراضيهم، ولكن حتى تلك الوعود لا يلتزم به ضباطه.
لكن كل ذلك الاستقطاب والوعود لم تجتذب أكثر من 3000 نسمة إلى مدينة خان شيخون الواقعة بريف إدلب الجنوبي والملاصقة لريف حماة الشمالي، وتعتبر غنية بأشجار الفستق الحلبي، بينما اقترب عدد سكانها قبل التهجير من 100 ألف نسمة.
وقامت قوات النظام ببث مقاطع فيديو تظهر إعادة تأهيل المدينة من خلال تزفيت الطرقات وتفعيل دوائر الدولة والطلب من المدنيين العودة للعيش في المدينة، رغم أن أكثر من 80 من المدينة ما زال مدمراً بشكل كلي أو جزئي وفق ما يقول نشطاء المدينة.
الناشط الإعلامي عمر الخاني أكد أن أحد مسؤولي حزب البعث في المدينة يقوم بتقاسم المحاصيل مع جميع المزارعين الموجودين في المنطقة، مكذباً كل وعود النظام بالسماح للمزارعين بالعمل في مناطقهم بحرية وتأمين الخدمات لهم.
وأوضح أن "أي شخص يريد أن يجلب الخبز يحتاج أحياناً للسفر 25 كم، وكذلك لا يوجد وقود كاف لتشغيل المولدات من أجل سقاية الأراضي الزراعية، وهذا ما بات يعاني منه جل العائدين إلى المنطقة".