بروح الثورة مستمرّون
في الثامن من الشهر الجاري نظّم عددٌ من الناشطين السوريين المقيمين في مدينة غازي عينتاب التركية اعتصاماً في كيرك اياك "حديقة الحمام" تحت عنوان "نحن نقرر ما نريد: نريد محاكمة الأسد"، كردٍّ على اجتماعات فيينا وجنيف التي تحاول إعادة إنتاج النظام كما يراها المعتصمون، مطالبين بإحالة الملف السوريّ على محكمة الجنايات الدولية، ومحاكمة بشار الأسد كمجرم حرب.
شارك في الاعتصام ناشطون من جميع المحافظات السورية، وبعض السياسيين المجتمعين في فندق توجان القريب من المكان، ضمن فعاليات مؤتمر إعلان دمشق. وحضروا هذه الفعالية بشخوصهم لا كممثلين عن تكتلاتهم السياسية، حسب ما اشترط عليهم المنظمون.
وألقت الناشطة منى الفريج كلمةً تعريفيةً بالمجموعة وأهدافها، تخللتها هتافاتٌ ثورية. ثم تبعها خطابٌ لأم الشهداء الرقاوية، التي حثت الشباب على التمسك بالأرض ومتابعة النضال ضد الأسد. واختتم الاعتصام بنشيد "موطني".
وجاء الاعتصام كجزءٍ من فعالياتٍ تنظمها مجموعةٌ من الشباب السوريّ، تحت اسم "بروح الثورة مستمرّون"، بهدف إعادة "روح الثورة إلى الشارع"، حسب قول القائمين على هذا المشروع، وبتمويل ذاتيّ، محاولين الاتصال بناشطين آخرين داخل سوريا وخارجها لـ"إيصال صوت الثورة الذي فشل سياسيو المعارضة في إسماعه للعالم". يقول فرحان عسكر، أحد أعضاء المجموعة: "السياسيون يفعلون ما تقتضيه مصالحهم، ونحن نحاول تشكيل قوّةٍ ضاغطةٍ لفرض ما يريده الشارع".
نظّمت "بروح الثورة مستمرون" اعتصامين سابقين؛ كان الأوّل بمناسبة مرور عامٍ على ضربات التحالف الدوليّ، "التي تجاهلت نظام الأسد الذي قتل ويقتل السوريين كلّ يوم". واعتبرت المجموعة في اعتصامها ذاك أن التحالف شريكٌ للنظام في جرائمه. ومثّل الاعتصام الثاني وقفة غضبٍ واحتجاجٍ ضدّ العدوان الروسيّ على المدن والقرى السورية.
يسعى أعضاء المجموعة إلى كسب الشارع، وتوسيع الدائرة لتضمّ أكبر عددٍ ممكنٍ من الناشطين، وفق معايير توافقيةٍ يُنتقى على أساسها الأعضاء الجدد، مع الالتزام بطرائق عملٍ محدّدةٍ وجداول زمنيةٍ متفقٍ عليها، مع التشديد على رفض الانخراط في أيّ تكتلٍ أو تجمعٍ سياسيٍّ، انطلاقاً من شعارٍ يرفعونه يقول: "الساحة ليست ملكاً لأحد، فهي ملك للجميع".