مالك مصطفى
عصراً، في سوق مدينة البصيرة، قبل أسبوعٍ تقريباً، طعن عنصرٌ من داعش عنصراً آخر بسكين. وخلال دقائق انكشف لحشد المتفرّجين من المارّة سبب الشجار؛ فمحمود، وهو صاحب السكين، يدخن سرّاً كما اتضح، ولم يصبر في ذلك اليوم على انقطاعه لساعاتٍ عن التدخين، فولج باب بناءٍ وصعد إلى السطح ليشعل سيجارته بعيداً عن أعين رفاقه، قبل أن يراه عنصرٌ آخر من داعش يسكن البناء ذاته، صعد إلى السطح ليفاجأ بالمدخن المختبئ. لا يعلم أحدٌ كيف تطوّر الأمر بين الرجلين من مشادّةٍ كلاميةٍ على سطح البناء إلى استعمال السكاكين في الشارع، أمام الناس وأمام آخرين من داعش عجزوا عن الفصل بين المتقاتلين أو انتزاع السكين من يد محمود الذي رفض تسليم نفسه لسيارة الحسبة، ورفض أن يصغي لنصائح مهاجرٍ مارٍّ بالصدفة أو يرضخ لتهديداته، في حالة استعصاءٍ دامت لنصف ساعةٍ تقريباً وانتهت بقوّةٍ من داعش، من خمس سياراتٍ، جاءت على عجلٍ من مدينة الميادين لتعتقل المدخن. يؤكد مقرّبون من داعش أن كثيراً من عناصرها يدخنون في السرّ، بل يتاجر بعضهم بـ"كروزات الدخان" أو يتلقون رشاوى من التجار لقاء تسهيل نقلها من مكانٍ إلى آخر. اذ لم تنقطع بشكلٍ كاملٍ إمدادات "الميكادو" و"الجلواس الأحمر" و"الحمراء الطويلة" وغيرها من أنواع السجائر المختلفة عن أية قريةٍ أو بلدة، لكن طرق البيع والشراء والاقتناء اختلفت، فقد اعتاد الآن المدخنون على الشراء بالجملة (كروز أو كروزين)، وبأسعارٍ مرتفعةٍ عما كانت عليه قبل سيطرة داعش على محافظة دير الزور.