وتحرم 15 ألف هكتارٍ من الماء في موحسن وجوارها
خليل عبد الله
في انهيارٍ جديدٍ للزراعة في ريف دير الزور الشرقيّ، توقف مشروع الريّ في القطاع الثالث عن العمل بسبب احتراق وحدة التحويل الكهربائيّ الرئيسيّ الخاصّة بمجمع الضخّ في بلدة البوعمر، نتيجة خطأٍ فنيٍّ، بعد توقف وحدتي ضخٍّ في وقتٍ سابقٍ نتيجة خطأٍ فنيٍّ أيضاً. وبانقطاع مياه الريّ ستخرج مساحاتٌ شاسعةٌ من الأراضي الزراعية عن الاستخدام في بلدات المريعية والبوعمر وموحسن والبوليل وسعلو، وهي مساحاتٌ تزيد على 15 ألف هكتار، تضاف إليها آلاف الهكتارات الأخرى من الأراضي الملحقة بهذا المشروع. وسيحرم توقف الريّ آلاف الفلاحين من فرص العمل المتاحة في أراضيهم، بعد سنواتٍ متلاحقةٍ من أوجه المعاناة، مما يعني آلافاً أخرى من العاطلين عن العمل بين أبناء هذه البلدات. في الأعطال الناجمة عن أخطاء، وفي الأعطال الأخرى الناجمة عن توقف أعمال الصيانة الدورية لمنشأة الضخّ، عجزت داعش عن تأمين قطع الغيار أو البدائل اللازمة. وفي حالاتٍ كثيرةٍ كان مسؤولو هذه الدواوين هم السبب في هذه الأعطال. (م) فلاحٌ من مدينة موحسن، كانت زراعة الأرض واحدةً من أسباب بقائه في بيته وانصرافه عن هاجس النزوح المتصاعد في مجتمعه. يقول: "قبل داعش ما وقّف مشروع الري إلا أيام ويتصلّح، وهسّع ما راح يشتغل الريّ أبداً". يرى (م) أن داعش "مجموعة فاشلين" وجهلة، ما إن يقتربوا من شيءٍ إلا ويحلّ به الخراب. ويدافع المقرّبون من داعش بأن التنظيم يبذل جهده، وأن قطع الغيار في طريقها من العراق. وعدٌ سمعه (م) عندما توقفت أوّل وحدتي ضخٍّ في مشروع الري، وسمعه حين تعهّد مسؤولو داعش بتأمين السماد، وفي كلّ مرّةٍ وعد فيها "الدواعش" -وفق ما يسمّيهم (م)- بحلّ أية مشكلة.