لفداي موريس، واشنطن بوست | ترجمة مأمون حلبي
يعترف حسان النوري أن حظوظه بالفوز في الانتخابات الرئاسية ضئيلة، غير أنه يبدو مستمتعاً بالانتباه الذي تحققه له هذه المحاولة. رجل الأعمال البالغ من العمر 54 عاماً، والذي درس في الولايات المتحدة، هو أول مُرَشّحَين يتنافسا للمرة الأولى، ظاهرياً على الأقل، ضد الرئيس الأسد.
يكاد لا يوجد شكٌّ في أن أجهزة النظام قد درست منافسَي الأسد بعناية، ومن المسلم به أن التصويت سيمنح الأسد ولايةً ثالثةً لمدة سبع سنوات. مع ذلك، وجْه النوري، الذي لم يكن معروفاً إلا في دوائر رجال الأعمال، هو الآن منظرٌ مألوفٌ في اللوحات الإعلانية في أنحاءٍ شتى في سوريا. في دردشةٍ مع النوري، في جناح أحد الفنادق ذات الخمس نجوم، يتكشف أنه ليس ميالاً إلى التواضع: "أنت تتعامل مع شخصيةٍ فريدةٍ هنا"، قال النوري عن نفسه وهو يستند مسترخياً على مقعد، بينما مساعدوه في غرفةٍ مجاورةٍ يحدّثون صفحات التواصل الاجتماعي التي تخصّه. ويتابع النوري القول: "أنا شخصيةٌ مختلفة، وعلى درجةٍ عاليةٍ من الثقافة، ومُلمٌ بثقافاتٍ وعقلياتٍ مختلفة".
في عالم السياسة في سوريا، الخاضع لضبطٍ شديد، ليس ثمة شكٌّ في أن النوري وماهر حجّار قد نالا موافقة الحكومة. إلا أن النوري، الذي كان في وقتٍ ما وزيراً للتطوير الإداري، يلاحظ أن جاذبيته كمرشحٍ تثبت أن الانتخابات ليست ملفقةً ومرتبة: "ما حاجتهم لأن يأتوا بنجمٍ متألقٍ مثلي إلى هذه الانتخابات؟ لماذا عليهم أن يُحْضِروا شخصاً له جماهيريةٌ كبيرةٌ في سوريا؟ أنا من عائلةٍ كبيرةٍ وغنيةٍ جداً ومعروفةٍ إلى حدٍّ كبير". يقول النوري، الذي يموّل حملته بنفسه حسب كلامه، أنهم طلبوا منه أن يشرح مقاصده الحقيقية من الترشح أثناء اجتماعٍ لمسؤولين معه قبل أربع شهور. "لقد كان طلباً مهذباً جداً، صدّقني. لا أحد أجبرني. لم يكن نقاشاً. لقد كان من قبيل: "أأنت راغبٌ في خوض الانتخابات؟" فقلت "أجل" فأجابوني "شكراً جزيلاً". لما سألناه إن كانوا قد عرضوا عليه حوافز سياسيةً ليشارك في العملية الانتخابية، ردّ قائلاً إنه لا يحتاج لهكذا حوافز. "لا يستطيع 10 وزراء الوصول إلى مرتبي الشهري. المنصب بالنسبة لي ليس حافز كسب".
الـــــعدَّة الانتـــــخابية التي تزين العاصمة لها خاصــــيةٌ سوريالية، حين تصدح مدفـــعية النظام بأصوات قذائفها نحو الضواحي التي مزقتها الحرب. تركز حملة النوري الانتخابية، وسط القتال الجاري، على مواضيع الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد، وهذه مجالاتٌ يختلف فيها عن الحكومة. فهو يطالب باقتصاد السوق الحرّ، وبتدخلٍّ أقلّ من قبل الدولة في مجال الأعمال، ويقول إنه سينعش الطبقة الوسطى، التي وجهت لها الحرب ضربةً قاسية.
عاش النوري في الولايات المتحدة 10 سنوات، إلا أنه يصف نفسه بأنه متعلمٌ في الولايات المتحدة بنسبة 100% لكنه ليس متأمركاً. وهو يتهم الولايات المتحدة أنها تدعم الطرف الخطأ في الحرب. ويصف الرئيس الأسد بأنه "ذكيٌّ جداً" بتجاهله المحاولات التي تريد أن تحرف العملية الانتخابية عن مسارها، في واحدٍ من عدّة تصريحاتٍ تبدو مدهشةً لصدورها عن منافسٍ انتخابيٍّ مفترض. "لست معارضاً بالمطلق، لكني لست جزء من النظام. أنا أقود الفريق الثالث. ملايين السوريين أغلبيةٌ صامتةٌ لا تكترث من هو رئيسها. إنهم يريدون طعاماً على الطاولة وسلاماً وأمناً".
لكن النوري غامضٌ بخصوص طريقة تقديمه للأمن لهم وسط حربٍ تهدّد بتمزيق سوريا. "من المرجّح أن أسير بكل عزمٍ بالحوار السلميّ، ومن المرجح أن أسير بوقف إطلاق النار أحياناً مع فتح حوار، والمنطقة التي لا تقبل أن تنخرط في حوارٍ سلميٍّ مباشرٍ سنقرّر ما سنفعل بشأنها". وأخذ حمص كمثالٍ على معالجةٍ ناجحة. لكن عندما سئل إن كان سيستمرّ بخطط الحصار مثلما حدث في حمص قال: "حقيقةً، حتى الآن لا أعرف. ما أزال أبني أفكاري حول ذلك لأن هذا الأمر مسألةٌ صعبة". واقترح "يوماً من الحوار المفتوح" مع أعضاء من المعارضة في سوريا لمعرفة ما يريدون، لكن "لينسوا مسألة الطلب من أيّ رئيسٍ أن يتنحى، لأن الفائز لن يفعل ذلك أبداً. على الأغلب أني لن أفوز في هذه الانتخابات التعددية التاريخية، لكن على الأقلّ ستفوز سوريا".