أســئـلة عن حكــومـــتنا
مثل كثيرٍ من السوريين، نتفاءل بتشكيل الحكومة ونتمنى لها من قلوبنا أعلى درجات النجاح والتوفيق، في ظلّ الظروف الاستثنائية التي ستمارس فيها عملها.
ولكن مكاناً ما من عقولنا يتساءل أسئلةً كثيرة: ما مدى تأثير المحاصصة لإرضاء الكتل المكوّنة للائتلاف في اختيار الوزراء والتصويت عليهم؟ وهل تنفع السير الذاتية لبعض من عملوا منهم في مؤسساتٍ غربيّةٍ مرموقةٍ في إدارة شؤون المناطق المحرّرة، التي لم تعرف من الأنظمة إلا أطلال البيروقراطيّة السورية المعهودة؟ وهل ترشيحات هيئة الأركان تمثّل رغبة المقاتلين فعلاً، بتسليم وزير زراعةٍ سابقٍ حقيبة الدفاع، وطبيب أسنانٍ تلفزيونيٍّ متأرجح الشعبية حقيبة الداخلية؟ وهل من المناسب تعيين أكاديميٍّ محترمٍ كوزيرٍ للنفط، والآبار بمعظمها تحت سيطرة لصوصٍ وقحين؟ وما هي ضرورة وجود وزارةٍ للاتصالات في مناطق يغيب عنها الاتصال، وإن حضر فبالاعتماد على شبكة النظام الأرضيّة أو شركتَي مخلوف الخليويتين؟ ومن هي وزيرة الثقافة التي لا يعثر المرء لها على كتابٍ أو حتى مقالة، أم أن اختيارها جاء ليضرب عصفوري حقوق المرأة والدروز بحجرٍ وزاريٍّ واحد؟ وكيف يتمّ ترشيح شخصٍ كل ما يعرفه عن المدارس هو ذكرياته الشخصية، لوزارة التربية؟
أسئلةٌ كثيرة... ولدى غيرنا سواها. ولكننا إذ نعلم الضرورة الملحّة لوجود هذه الحكومة، والظروف العسيرة لولادتها؛ فإننا نأمل من أعماقنا أن يكون الجزء الذي لا نعرفه من الصورة كفيلاً بنجاح عمل هؤلاء الوزراء، فيما يعود بالنفع على البلاد والعباد.