رمضاننا الثالث...
عندما كانت التظاهرات هي العنوان الأبرز للثورة، راهن الكثير من الناشطين على رمضان عام 2011 لتصعيد وتيرة الاحتجاجات، عقب صلاة التراويح التي تقام كل ليلة من هذا الشهر. ولم يكن هذا الرهان خافياً على النظام، الذي افتتح شهر الصيام باقتحام كلٍ من حماة ودير الزور، المدينتين اللتين
كانتا تشهدان اعتصاماتٍ يومية ضخمة، تميّزت بسلميّتها وانضباطها ومشهديتها العارمة والبهيجة، مما يبطل، بشكلٍ جليٍ، لغوه السقيم عن الجماعات المسلّحة.
وفي عام 2012، ومع انتقال الثورة بالفعل إلى طور التسليح، كان دخول لواء التوحيد الناشئ إلى حلب، وسيطرته على ما يقرب من نصف مساحتها، هو عنوان الأيام الأولى لرمضان، ليدفع ثاني المدن السورية حجماً، وأكثرها سكاناً، والعاصمة الاقتصادية والصناعية للبلاد، إلى أتون المشهد.
أما في رمضان الحالي، ورغم تعدد الجبهات، فإن محورها الأول هو عاصمتنا حمص، التي يخوض مقاتلوها البواسل، المحاصرون منذ أكثر من عامٍ، معركة الدفاع عن العمود الفقري الرمزي والجغرافي للثورة، في مواجهة تخطيطٍ وتنفيذٍ خارجيين،
مدعومين بشكلٍ شكليٍ فقط بقوات النظام المتهالكة.
وباستقراء هذا المنحنى البياني، يتضح لنا ما سبق تكراره من حتمية انتصار الثورة، وأن مشكلة السوريين لا تكمن إلا في ما أسموه «تأخر النصر»، لا الشك في حدوثه، مع ما يعنيه طول الوقت من ارتفاع الكلفة البشرية والعمرانية والاقتصادية بالطبع... ولكنه الضوء ينتظرنا في آخر هذا النفق الطويل.
فهي ثورةٌ حتى النصر...