نصرالله... ما بعد بعد القصير
كان سهلاً على الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن يبدأ حديثه بقيم المقاومة، وأن يكون اتهام الحزب بإرسال طائرة بلا طيار في الأجواء الفلسطينية هو مصدر فخر وتجديد لعقيدة الصمود لدى الحزب.... هي أولويات نصر الله والحزب، وهي منهجية أي طرف يتحالف مع نظام الأسد، إذ تتلاشى أهمية الصراع الحقيقي، وتبدو القضايا المحورية مجرد رتوشات أمام القضية الكبرى "المقاومة". يبدأ نصر الله الحديث بعيداً عن "القصير" التي من المفترض أنها عنوان أي تصريح سياسي لأي مسؤول في حزب الله حالياً، فالتوابيت التي نقلت من ريف حمص إلى الضاحية الجنوبية وغيرها وحالات خطف عناصر الحزب هي تفصيلات بسيطة ضمن عنوان "مقاومة إسرائيل".
اعلن نصر الله في خطابه، وبدون ذرة من حياء، أن جبهة مقاومته الآن هي القصير كونها بوابة للمؤامرة الإسرائيلية الأمريكية على المقاومة.وعلى الرغم من نفيه لما ورد عن أعداد قتلى من حزبه وعن توابيت تدخل يومياً إلى لبنان، إلا أنه أكد وقوفه عسكرياً في القصير، مبرراً ذلك بعدم قدرة الدولة اللبنانية على حماية اللبنانيين هناك.
الاستراتيجية إذاً هي حماية لبنانيي القصير. ومن الممكن أن تتضمن تلك الحماية احتلال قرى أو الوصول إلى ما بعد بعد القصير حيث حمص. وقد يجد نصر الله مبرراً لذلك بعدم قدرة لبنان على حماية عائلة لبنانية متواجدة في حمص مثلاً، وهو أمر لا يختلف كثيراً عن حماية مقام السيدة زينب، بما أن "التكفريين" هددوا بهدمه، وهنا لم يقل "والدولة السورية لا تستطيع حماية المقام، لذا من واجب حزب الله التدخل".
ولم يغب عن ذهن نصر الله توعد الشعب اللبناني بتسهيل استيراد الحرب، حينما لمح إلى أن موقف المتفرج لم يعد ينفع، وأن النأي بالنفي ومجرد إصدار البيانات فات أوانه.