أصبح مؤتمر جنيف، والجدل الكبير الذي يدور حوله، والأطراف والشخصيات التي تتعاطى شأنه، مثار سخريةٍ في أوساط الشارع السوري. فبعد الأنباء التي تتحدث عن مشاركة إيران الأكيدة، وبعد محاولات كلٍّ من قدري جميل وهيثم مناع ولؤي حسين، جاء ظهور رفعت الأسد كلاعبٍ محتمل، ليضفي على المشهد أبعاداً هزليّة. كيف لا ورفعت هو المؤسّس الأول لنموذج السفاح الشبّيح في سوريا الأسد؟
ونشط رفعت، الذي يبلغ من العمر 76 عاماً، في الآونة الأخيرة في السرّ والعلن، وأجرى اتصالاتٍ عدّة ببعض الشخصيات السياسيّة في المعارضة السورية، وسافر كذلك إلى روسيا والتقى بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. ويعتبر رفعت الأسد نفسه قائداً من قادة المعارضة السورية ضد بشار، ويقدّم نفسه كزعيمٍ لما يسمّى بالتجمع الديمقراطي الموحّد. وبحسب هذا التجمع فإن "لقاء رفعت الأسد مع ميخائيل بوغدانوف في جنيف هو الثاني من نوعه في سياق البحث عن الحلول الملائمة للأزمة السورية، حيث أبلغ رئيس التجمع القومي الديمقراطي المسؤول الروسي بمحددات وجهة نظر التجمع القائمة على أسس مبدئية تحرص على احترام إرادة الشعب السوري في السيادة والبناء الديمقراطي الذاتي وتجاوز سلبيات الأوضاع الراهنة من خلال معالجة أسبابها العميقة ضمن ثقافة التوافق والمصالحة الوطنية على درب تحقيق قيم العدل والسلام والحرية"!!
ليس غريباً أن يفكر مجرمٌ مثل رفعت الأسد أن يكون له دورٌ في المرحلة القادمة، في ظل الضعف والضحالة وانعدام الكفاءة لكثيرٍ من وجوه المعارضة السياسية الحالية.