- الرئيسية
- الأرشيف
- جولة المدينة
هيئة شباب سوري حر: لدينا الموهبة، ولكنها تحتاج إلى الدعم
لم تمـض مــدّةٌ قصيرةٌ على تحرير مدينة منبج إلا وتشكلت الهيئات المدنية، التي ضمت في غالبيتها شريحة الشباب، واهتمّت بتجميل المدينة والعمل على خدمتها. ولكن أغلب هذه الهيئات اصطدم بالواقع المادي الذين منعها من تفعيل ما كانت تحلم به من نشاطات. وخير مثالٍ على ذلك "هيئة شباب سوري حر"، التي أسّسها أربعة أشخاص بتاريخ 1/ 9/ 2012، ليتجاوز عددهم الـ 200 عضو اليوم. وتعدّ هذه الهيئة من أهم التشكيلات المدنية الثقافية والخدمية في منبج. وقد أقامت الكثير من النشاطات دون انتظار أيّ مقابل، وعلى نفقة أعضائها. ونذكر من هذه النشاطات:
ـ مسرحيةٌ عن أوضاع الأفران: وكانت أول ظهور للهيئة، إذ قُدِّمت في منتصف السوق المحليّ، وسط حشدٍ من الناس، وتناولت الوضع السيء للفرنين الآلي والاحتياطي في منبج، وقيام بعض أفراد الجيش الحرّ بتجاوز الدور بقصد الحصول على الخبز بسرعة.
ـ مراقبة أفران الخبز: لم يكتف أعضاء الهيئة بالتنبيه إلى الظاهرة، وإنما امتدّ عملهم إلى مراقبة الأفران، بعد أن تم تكليفهم من قبل المجلس الثوريّ بمهمة مراقبة 17 فرناً خاصاً، للحدّ من التلاعب بأسعار الخبز وبكميّات الطحين والمازوت.
ـ المشاركة في مهرجان "عامٌ على الحرية": الذي أقامته "مؤسسة المسار الحرّ للثقافة والإعلام"، بمناسبة مرور عامٍ كاملٍ على تحرير منبج. وقدّمت الهيئة فيه عدّة عروضٍ مسرحيّةٍ تناولت محاور مختلفة، مثل "الدرويش كيف بدو يعيش؛ الأخوّة العربية الكردية؛ حديث الناس عن الجيش الحرّ؛ ابن الدولار؛ الزبالة كترانة والحالة تعبانة؛ الوحدة لتحرير مطار كويرس العسكري".
ـ مهرجان الشهداء: إذ أقام أعضاء الهيئة مهرجاناً كرّموا فيه أبناء الشهداء، حظي بحضورٍ كبير، وشهد رفع علم الاستقلال بطول 13 م وعرض 9 م، وقد كتبت عليه أسماء 125 شهيداً من أبناء المنطقة. كما تضمّن المهرجان حفلاً غنائياً لفرقة راب قدّمت بعض الأغاني الثورية، وعرض أكثر من مسرحية. لينتهي المهرجان بتوزيع الهدايا الرمزية على أبناء الشهداء.
ـ تنظيم أمور السير: ففي الأيام القليلة التي تسبق حضور العيد تعجّ غالبية المدن بالازدحام، وهذا ما حصل في منبج في عيد الأضحى الماضي. ولم تستطع الشرطة الثورية وحدها أن تنظّم السير على أكمل وجه، فسارع أعضاء الهيئة إلى مساعدة الشرطة في عملها، في بادرةٍ تعاونيةٍ أكدت الهيئة من خلالها دورها الفعَال في منبج.
ـ ويقوم أعضاء الهيئة اليوم بتنظيم دوراتٍ مجانيَةٍ لمحو الأميَة، بالإضاف
ة إلى دوراتٍ للتدريب على الفنّ المسرحيّ.
يقول إبراهيم الجابر، مدير الهيئة، لـ"عين المدينة": "لا نريد منصباً أو جاهاً من الأعمال التي قمنا بها، بل نريد أن نخدم مدينتنا بأية طريقةٍ تتاح لنا. لدينا المواهب ولكنها تحتاج إلى الدعم. ولو أننا مثل باقي الهيئات المدعومة لكانت أعمالنا أكثر من ذلك بكثير. وكلنا أملٌ بوزارة الثقافة الجديدة، التي تسلّمتها د. تغريد الحجلي، في أن تدعم الهيئات الثقافية ذات المنبع الثوري".
وأضاف: "حتى الآن قدّمت الهيئة 4 شهداءٍ من أعضائها على جبهاتٍ مختلفةٍ في حلب، إذ إن بعض الأعضاء كانوا يرابطون بشكل دوريّ، فكان عملهم مقسَماً بين الاختصاصين العسكري والمدني.
فمنهم من نال الشهادة في جبهة معارة الأرتيق، ومنهم من نالها في مطار النيرب العسكري، وهكذا إلى أن يفرج الله على جميع السوريين بالنصر القريب".
في النهاية... كثيرةٌ هي الهيئات التي تم تشكيلها حتى يومنا هذا، فمنها ما اختصّ بالأعمال الإنسانية، وأخرى اهتمّت بمستقبل طلبة المدارس والجامعات، أما بعض الهيئات فوجدت نفسها في النشاط الثقافي. ولكن من بين الأعداد الكبيرة للهيئات نجد أنَ قليلاً منها فاعلٌ على أرض الواقع، والعديد منها جامدٌ اليوم، لأسبابٍ كثيرة. ولابد على وزارة الثقافة الجديدة في الحكومة المؤقتة أن تقوم بعلاج مشكلات هذه الهيئات، كي يتم تفعيلها وإعادة نشاطاتها إلى الحياة من جديد.