غلام رضا مع ابنه
غربــــي طـــهران، وفي سـجن (كوهردشت) الرهيب، سيكون غلام رضا خسروي، فجر الأول من حزيران، واقفاً في زنزانته بانتظار أن يفتح الباب المودي به إلى الموت. فشلت كل المناشدات الحقوقية لنظام الملالي في إلغاء حكم الإعدام الصادر بحقّ خسروي. ورضي المناضل البارز بمصيره، فلن يتوسل سجانيه، ولن يصيب الخوار ركبتيه في مشيته الأخيرة نحو المشنقة. بعد ست سنواتٍ من الاعتقال، وقبلها ست سنواتٍ أخرى في ثمانينات القرن الماضي، حُكم على غلام رضا بالموت لأنه رفض أن يظهر في لقاءٍ تلفزيونيٍّ ليدين "مجاهدي خلق"، الجماعة الإيرانية المعارضة لنظام الخامنئي. فهو يرى في موته راية حريةٍ يحملها لشعبه. وكما قال في تسجيلٍ مسرّبٍ من سجنه: "في كلّ لحظةٍ أنا مستعدٌّ للاستشهاد في سبيل الشعب والقضية التحرّرية لمجاهدي خلق الإيرانية. وأعتبر هذا الحكم بالإعدام في إطار القدر الإلهيّ. وأرى أيّ موقفٍ وحكمٍ يصدر بحقي خيراً مطلقاً، وأرحب به من صميم قلبي". ويدعو خسروي، في هذا الحديث الوحيد الذي أمكن أن يخرجه للعالم، إلى أن يتصدى المظلومون من أبناء شعبه للطغيان: "وأريد ممن يسمعونني أن يعقدوا عزمهم جازمين لإسقاط هذا النظام الإجراميّ والمعادي للإنسانية، وأن يصبّوا كل جهدهم لقلب هذا النظام".
يبلغ غلام رضا 49 عاماً. وينحدر من مدينة عبادان الأهوازية على شطّ العرب. بدأ كفاحه السياسيّ في سنٍّ مبكرة، فاعتقل وعذّب مرّاتٍ عدة. وعرف عنه إصراره الكبير على مقاومة الحكم الشموليّ لنظام الخمينيّ، إصراراً ربما استلهمه من مهنة الحداد التي مارسها بعد حرمانه من الدراسة في الجامعة.
ليس غلام رضا أول المحكومين بالموت ولا آخرهم في إيران، لكن نشاطه اللافت وسيرته البطولية ذكّرت الكثيرين بما يحدث يومياً في جمهورية الخوف والظلام والخرافة تلك، حيث يساق الناس إلى الموت بصمت.