جميل أو لا جميل.. تلك هي المهزلة
يفشل قدري جميل في كلّ مرةٍ يودّ أن يلفت انتباه الجماهير وينال رضاها كمعارضٍ حقيقي. فالجماهير، التي شبعت من طريقته المكشوفة بالتمثيل والتملق، لم ينطل عليها ـ لسوء حظ قدري ـ اصطناع الصدفة لإثبات معارضته للنظام. هل يعقل مثلاً أن يخرج الرجل على شاشة روسيا اليوم في نفس اللحظة التي يصدر فيها قرار إعفائه من الخدمة لأنه تجاوز مهام بعثته إلى روسيا؟ فيقدّم جميل، التقدمي بلكنةٍ رجعية، وكأنه متأثر بعكيد مسلسل باب الحارة، إجابةً جاهزةً قائلاً للمذيعة: "معلوماتك طازجة جداً، ولا أعرف مدى صحّتها. لكنني قلت مراراً إن خروجنا من الحكومة أسهل من دخولنا فيها بكثير". ثم يعرّج على تاريخه المشرّف المليء بصفحات النضال ضد النظام الذي دبّر له هذه الطبخة تمهيداً لإرساله إلى جنيف2، والتوصل إلى حلٍّ سياسيٍّ، لن يرضي إلا الأسد، لوضع حدٍ للمأساة السورية. وقال جميل في نهاية خطابه المتكلّف بأنه لن يطيل إقامته خارج البلاد، فهو عائدٌ إليها مطوقاً بحماية "شعبه" له. الشعب الذي كان يعرف أن قدري من كبار المخبرين قبل الثورة، والذي لعن كل أشكال "المعارضة" المصنّعة في كواليس الأسد، والذي لم تتسنّ له الفرصة باختيار جميلٍ كمفاوضٍ للسلام في جنيف، والذي يزدري، بأي حالٍ، كلّ مؤتمرٍ من شأنه أن يطيل عمر النظام المتهالك.
شحادة يهرب إلى بلجيكا ويعود
في إطلالــــةٍ تلفزيونيّـــــةٍ مـــــن بروكسل، أعلن المعلّق التلفزيوني الموالي لنظام الأسد، شريف شحادة، أنه غادر دمشق إلى بلجيكا خوفاً على حياته وحياة عائلته بعد محاولاتٍ عدّة لقتله، كانت آخرها محاولةٌ أودت بحياة مرافقه. وتساءل شحادة "أليس عيباً أن يتقاتل السوريون؟!"... وأضاف بأن الدنيا ضاقت به، كما ضاقت بجميع السوريين، مما يحصل. ولم تتكشّف تفاصيل إضافية تفسّر هروب عضو مجلس الشعب، والمدافع الشرس عن نظام الأسد، وشقيق ضابط الاستخبارات الشهير رفيق شحادة. ولكن هروب هذا الرجل، الذي قال يوماً "إن النظام سيسقط فقط عندما تشرق الشمس من الغرب وتغرب من الشرق"؛ يشير بوضوح إلى انهيارٍ في الروح المعنوية لأعدادٍ كبيرةٍ من شبّيحة النظام وبمختلف مستوياتهم وأدوراهم. وتناولت صفحات الشبّيحة خبر هروب شحادة بشيءٍ من الصدمة والاستغراب، واتهمته بالخيانة والفساد والتآمر على النظام. ففي تعليقها على هروب شحادة كتبت صفحة "القرداحة عرين الاسد": عضو مجلس شعبٍ يغادر بلده لهكذا سببٍ يعطي انطباعاً سيئاً عن قدرة الدولة على ضبط الأمن من جهة.. من جهة ثانية الشعب اختارك كي تمثله وتنقل همومه في دمشق لا في بروكسل ! هنيئاً لك بدولارات الجزيرة من إطلالاتك الفارغة التي أصبحت فيها ثرياً قادراً على العيش في بروكسل.. ولم يلبث شحادة مدّةً وجيزةً حتى عاد الى دمشق، بعد أن رفضت السلطات البلجيكية طلبه اللجوء السياسيّ....
ســـوريٌ شاب يُشعل النار بنفسه في رومـــا
وقف الفتى بين جمعٍ من السيّاح وسكب على نفسه زجاجةً تحتوي على سائلٍ مشتعلٍ، ثم أشعل في نفسه النار بالقرب من الكولوسيوم، المدرج الرومانـــي الشهير في قلب مدينة روما القديمة. حالته خطيرة جداً، الشاب السوري ب. س، 24 عاماً، يحمل جواز سفر سويدياً. نقل بسيارة الإسعاف إلى قسم الإصابات البالغة جرّاء الحرائق في مستشفى سان يوجينيو، الشاب مصابٌ بحروقٍ من الدرجة الثالثة في الصدر، وهو الآن في قسم العناية المشدّدة. وقعت محاولـــــة الانتحار حوالي الساعة الثالثة وعشرين دقيقة من ظهر يوم الخميس، في شارع معبد السلام في وسط العاصمة الإيطالية، أمام المئات من السائحين الذين أصيبوا بحالة فزعٍ وهلع. تدخلت الشرطة وطلبت سيارة الإسعاف بعد أن بات الشاب في ظروف سيئة. ويتم التحقيق حالياً لمحاولة معرفة أسباب هذا المشهد التراجيدي.
المصدر صحيفة كورييري ديللا سيرا الايطالية
محمد البوعزيزي