تزعم سناء ناصر، وهي شبّيحة في الخمسين من عمرها، أنها حاصلةٌ على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية. وتقدّم نفسها كرئيسةٍ لحزب "سوريا الجديدة"، الذي شكّلته منذ فترةٍ وجيزةٍ طمعاً بحضورٍ أفضل ومنافع أكثر قد تتحقق لها شخصياً من خلال اختراع هذا الحزب، خاصةً بعد أن تحوّل حزب البعث إلى مجرد جسمٍ ميتٍ لا يطعم الشبيحة ولا يغنيهم من جوع. وتقول ناصر عن موقفها من حزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية: نتمنى الانضمام إلى أحزاب الجبهة. وتوجهاتنا الفكرية تطابق مبادئ البعث فنحن حزبٌ قوميّ، تربينا في مدرسة البعث. وأنا عضوة عاملة في حزب البعث العربي الاشتراكي منذ الثمانينات. وحزبنا جاء بروحٍ جديدةٍ تتلاءم مع نهج الشباب وتطلعاته، وتراعي تطورات المرحلة داخلياً وإقليمياً ودولياً.
وتنفي سناء التهم التي يطلقها شبّيحةٌ آخرون بأنها تسرق الأموال التي تتسلمها من السفارة الإيرانية بحجة الإنفاق على عوائل القتلى والجرحى من جيش الأسد، وعلى مساعدة مجموعات الشبّيحة المسلحين، وبأنها تهرّب هذه الأموال إلى الخارج، وتعيش حياةً باذخة، وتركب سيارةً حديثةً جداً من طراز (أودي). وتردّ عليهم بالقول: سيارتي كل سوريا بتعرفها.. سيارتي زوم، وأملكها منذ سنين طويلة. وقد بعت غيرها ثلاث سيارات وشاليه على البحر لأقدّم مساعداتٍ لأهلنا المتألمين في كل سوريا.
تنشط هذه المرأة كثيراً على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فتفاخر بصورها إلى جوار قادة شبّيحة الساحل وشيوخهم الدينيين من آل غزال. وتكتب أخباراً عاجلة ـ ومن مصادر خاصة، كما تقول ـ عن السيطرة الكاملة لقوات الأسد على مدنٍ ومناطق محرّرة منذ أشهر، ثم تكتب بعد أيامٍ عن معارك محتدمةٍ ستسقط فيها هذه المناطق خلال ساعات. ولا تكفّ ناصر، التي تضيف إلى سيرتها السياسية صفة المعارضة، عن التحريض على طرد النازحين القادمين من البؤر الثائرة، وتدعو إلى إعدام جميع الموقوفين في سجون الأسد. كما لا تكفّ عن إطلاق التحيات للحذاء العسكريّ، رمز كل مقاومٍ ووطنيٍّ شريف، كما تقول.
نبيل فيّاض
«دوما سرطانٌ يجب استئصـــــاله، ولا يــوجد أحدٌ فيها حاليــــاً ليس مع الإرهابيين»
ليست هذه العبارة لضابطٍ في مخابرات الأسد الجوية! إنها لنبيل فياض، الكاتب والصيدلي، المتحدّر من عائلة سنّية من بلدة القريتين بريف حمص، المدينة التي عاش فيها لسنواتٍ طويلة. وبحسب من عرفوه في مراحل سابقة، يعاني الرجل من اضطراباتٍ نفسيةٍ يعزوها البعض إلى معاملةٍ غير لائقةٍ تلقاها من أقرانه في محيطه المباشر. ويرجع هؤلاء العارفون هذه المعاملة إلى طبيعة شخصية لفياض، التي تثير في نفس من يتعامل معه مشاعر مختلطة من القرف والشفقة والاحتقار، مما ترك آثاراً سيئة في نفس هذا الشاب الذي لم يكفّ عن الإعلان أنه ملحدٌ ليلفت الانتباه ويحظى بشيءٍ من الاهتمام. لكن هذا لم يحدث، بل قوبل بإهمالٍ شديد، مما دفع به إلى إبراز مزيدٍ من العداء لمجتمعه، من خلال كتبٍ ومقالاتٍ لا تكفّ عن إهانة الدين الإسلاميّ، لينتهي به الأمر بوقاً من أبواق بشار الأسد، ومحرّضاً مسعوراً على القتل والجريمة وارتكاب المجازر بحق الأبرياء.