جانب من تحضيرات ثوار القصير | خاص عين المدينة
جبهة القصير تحتدم ..
"نصرُ اللهِ" مع ثوار القصير... وجثث مقاتلي الحزب إلى بيروت
تستمر معركة كسر العظم في القصير، ويتوافد عليها ثوارٌ من مناطق سورية مختلفة، ويؤكدون أنهم يكبدون قوات النظام وحزب الله خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على عدة جبهات حول المدينة، بعد أن أعلن حسن نصر الله تواجد مقاتليه السافر في ريف حمص، في خطابه الأخير الذي تحدى فيه خصومه السياسيين في لبنان بدعوته الإجرامية لهم للاقتتال على أرض سوريا!
وكشفت مكالمة عبر هواتف اللاسلكي، بين عنصر من الحزب في جبهة القصير وضابط قيادي قريب من أحد مراكز العمليات قرب الحدود في منطقة الهرمل، تقهقر قوات الأسد أمام ضربات الثوار. وأوضحت المكالمة عجز المقاتل عن التحرك وتعرضه لوابل من الرصاص الكثيف من جميع الجهات دون تواجد لجنود الأسد في المنطقة.
وقد أكد الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله انسحاب جنود الأسد من معظم الجبهات وتناقص عددهم ليبلغ 20 بالمئة فقط مقابل 80 بالمئة من عناصر حزب الله.
بموازاة ذلك، تتعرض المدينة للقصف العنيف والهمجي بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ في حالة هيستيرية، كتعويض عن الفشل في اقتحامها. وأدى القصف إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وهدم العديد من المنازل. ويؤكد ناشطون أن حزب الله فشل في عدة محاولات للتسلل إلى المدينة بالرغم من زجه كامل قدراته القتالية مع دخول أكثر من 10 آلاف مقاتل من منطقة الهرمل.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية في القصير أن قوات حزب الله تحاصر المدينة من جهة الريف الغربي والجنوبي، أما الحي الشرقي فإن الحزب لم يسيطر سوى على 20 % منه، وهي منطقة يسيطر عليها عناصر جيش النظام من قبل.
ونقلت تسريبات سوريين في بيروت عن تدفق عشرات الجثث والمصابين من مقاتلي حزب الله إلى مشافي الضاحية ببيروت، ومشفى "الرسول الأعظم" ومشفى الحكمة، والبرج في بعلبك، التي أعلنت عن حاجتها الماسة للتبرع العاجل بالدم. فيما نقل ناشطون نبأ مقتل القائد الميداني لحزب الله "محمد نعيم" والملقب بـ"كاظم" خلال المواجهات العنيفة.
إن مأزق حزب الله في معارك القصير تؤكده محاولاته التفاوض مع كتائب الجيش الحر هناك حول تسليم 800 جثة من مقاتلي الحزب مقابل 70 ألف دولار للجثة الواحدة، و40 أسيراً في أيدي الجيش الحر مقابل 200 ألف دولار لكل أسير. إلا أن الجيش الحر رفض التفاوض من تحت الطاولة وطلب أن تكون المفاوضات معلنة، ورفض الحزب العلانية بطبيعته الأيديولوجية والسياسية.
وبعد أن أكدت مراسلة قناة الإخبارية السورية شبه الرسمية، في تقرير متلفز، سيطرة جيش النظام على مطار الضبعة، لقيت المراسلة مصرعها في منطقة قرب المطار. وكان أحد مقاتلي كتيبة بابا عمرو المشاركة في الدفاع عن القصير، قد ظهر في وسط المطار وخلفه تبدو طائرات ميغ معطوبة، بعد ساعات قليلة من تقرير المراسلة نافياً كلامها، ومؤكداً سيطرة الثوار على تلك المنطقة.
ويقول مكتب جبهة حمص إن "القصير قادرة على الصمود بالرغم من استمرار تدفق عناصر الحزب الطائفية من لبنان، وستكون القصير درساً قاسياً ومريراً لهم". وأضاف: "إن طبيعة الأرض تلعب دوراً حاسماً لصالح الثوار. ومعنويات المقاتلين مرتفعة ".
ويرى الإعلامي السوري المعارض غسان إبراهيم أن "عوامل انتصار الثوار على "حزب الشيطان" هي نفسها التي استغلها الحزب ضد إسرائيل.. أي كونهم وسط حاضنة اجتماعية ويقاتلون على أرضهم ويعرفون جغرافيتها. وبالتالي هم قادرون على القتال حتى الشهادة أو النصر".
تستمر المعارك في القصير وسط صمت دولي مخزٍ، حيث يواجه أكثر من 30 ألف مدني في المدينة المحاصرة حالة إنسانية متدهورة، إذ يعانون من نقص حاد في الأدوية وجميع المواد الغذائية. ولم يتمكنوا من النزوح بسبب ترصّد سكاكين الشبيحة الطائفيين لرقابهم.