في حلب لا تتمدّد المقابر، تحاط بسور إسمنتي يحدد مساحة حريتها المعطاة، غالباً ما تطل عليها شرفات المنازل، يمر بقربها العابرون سريعاً إلى أعمالهم ووظائفهم، على الشرفات نساء ورجال يشربون قهوتهم، تسمع صباحاً صوت فيروز، تراقب الوجوه من بعيد، كل الأنظار تتجاوز حدود المقبرة. سائقو الحافلات وركابها...
read moreبعد أكثر من شهرين على خروج عددٍ يقدّر بـ90 ألفاً من أهالي أحياء حلب الشرقية نحو مناطق سيطرة نظام الأسد، نتيجة القصف الهمجيّ وإغلاق جميع أبواب النجاة؛ أخذ مصير الكثير من الشباب بين سنّ الثامنة عشر وحتى الأربعين يتكشف، من إلحاقٍ بثكنات الجيش إلى تصفياتٍ ميدانيةٍ أو تغييبٍ قسريّ. تقول أم ماجد إن عائ...
read moreودّعت حلب فرسانها. أغلقت الباب وراءهم وانزوت تستمع إلى صدى أغانيهم التي ملأت الأزقة وتداوي جراح أرصفتها وتلعب وحيدةً بثلج المقابر. رائحة الموت وحدها تضجّ في ملامحهم القاسية، وأعينهم الدامعة ترسم تغريبتهم الجديدة ونزوحهم الأخير. بعضهم خرج إلى الحياة ورأسه ممتلئةٌ بآلاف القصص، وبعضهم آثر البقاء في شوا...
read moreالدمار الذي خلفته قوّات الأسد وحلفاؤها هائلٌ إلى الدرجة التي استطاع فيها أن يتغلغل في عقول وقلوب مواليه ليتحولوا تدريجياً إلى أشبه بالوحوش، وفي أفضل الأحوال إلى حمقى متعالين، محمّلين الثورة مسؤولية كل المآسي التي شهدتها البلاد، ساعين إلى شيطنة أبنائها ومن يقف إلى جانبهم. قبيل معركة حلب الأخيرة طا...
read moreأحد الجوانب المؤلمة في ما تعرّضت له حلب، وما زالت تئنّ تحت ثقله، جانبٌ غير عسكريّ. فبعد الحمم النارية التي لم تنلها أيّ مدينة، في تلك المساحة الممتدة من صلاح الدين في جنوبها الغربيّ حتى مساكن هنانو في شمالها الشرقيّ، والتي كست كلّ مترٍ مربعٍ منها بقذيفةٍ أو ببرميلٍ وبآلاف الرصاصات؛ يأتي القتل المعنو...
read moreمن للبيت المتعب يا أمي؟ يومَ حملتِه وجعاً في رحلتك الأولى من قريتك في جبل الزاوية نحو المدينة، حلب بعظمتها، سيدة المدائن، وقبلة الباحثين عن عملٍ وحياة. أكنت تعرفين وقتها أن النزوح لن ينتهي؟ وأنك ستحملين في كل رحلةٍ «بقجةً» لولدٍ ينقص من أولادك، تكتفين بأثرٍ منه، تشمّينه حين يتعاظم الك...
read more2024 3ayn-almadina, All Rights Reserved. Powered By Namaa Solutions