دور جيش إدلب الحر في معركة الأميركان ضد القاعدة

عبد الرحمن المصري
3 أيار
News Deeply

ترجمة مأمون حلبي

في أيلول 2016 اندمجت ثلاث قوى للمتمردين ذات توجه وطني وشكّلت جيش إدلب الحر، التابع للجيش السوري الحر. نظرياً، سيقاتل هذا التشكيل الجديد كلاً من الجماعات الجهادية والقوات الموالية للحكومة في محافظة إدلب.

شارك جيش إدلب الحر في معارك ضد القوات الموالية للحكومة على مدار الشهور السبعة الماضية، إلا أنه كان عاجزاً عن مواصلة الهجوم وبقي لاعباً أقل أهمية من الفصائل المرتبطة بالقاعدة، واضطر عملياً إلى ربط أعماله بالخطط والعمليات العسكرية للجماعات المتطرفة المحليّة.

إدلب هي المحافظة الوحيدة الواقعة تحت سيطرةٍ شبه تامة للمتمردين المعادين للأسد، وطوال العامين الأخيرين كانت، إلى حد كبير، تحت هيمنة الفصائل الإسلامية بما فيها جبهة فتح الشام، التي اتخذت مؤخراً اسم هيئة تحرير الشام بعد أن ضمت إليها العديد من الجماعات الأخرى. وقد استهدفت الهيئة تقريباً كل الجماعات اللاإسلامية في المنطقة، خصوصاً تلك التي لها ارتباطات غربية كالفصائل التي تُشكّل جيش إدلب الحر. إضافة إلى ذلك، تجعل الهيمنة الجهادية في إدلب المحافظة هدفاً محتملاً لحملة قصف ممنهجة يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتكون شبيهة بالحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ويزداد هذا الاحتمال بينما يبتعد تركيز الولايات المتحدة عن الإطاحة بالأسد، وسط سعي دولي يستهدف مواقع القاعدة في سوريا. وإن لم يُخوَّل جيش إدلب الحر بمواجهة القاعدة، وفي نهاية المطاف قتالها في إدلب، فإنّ هذا الجيش قد يواجه استهدافاً متزايداً من قِبل هيئة تحرير الشام بغرض دفع جماعات الجيش الحر إلى التخلي عن مُثلِها الوطنيّة ودعمها الغربي.

من هو جيش إدلب الحر؟

قامت ثلاث جماعات من الجيش السوري الحر بالاندماج مُشكّلةً جيش إدلب الحر: الفرقة الشمالية، والفرقة 13، ولواء صقور الجبل. وقد زُوِّدت هذه التشكيلات بصواريخ التاو الأمريكية الصنع ابتداءً من عام 2013. يعمل جيش إدلب الحر، الذي يقع مركز قيادته جنوب إدلب ويُقدّر عدد رجاله بـ6200 مقاتل، على جبهات جنوب اللاذقية وغرب حلب وشمال حماة. وقد قال نوار أوليفر، الخبير العسكري السوري، إن جيش إدلب الحر هو «مشروع أميركي 100%». تصل الأسلحة والمساعدات المالية إلى جيش إدلب الحر عن طريق غرفة (الموم) الواقعة في أنقرة، ومن المعروف أن هذه الغرفة تُدار بشكل أساسي من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مع إشراف تركي. حتى الآن، لم ينخرط جيش إدلب الحر عسكرياً بالفعالية التي كان يأملها كثير من المتمردين. فقد لعب دوراً متوسطاً إلى جانب الآخرين في معركة حلب الشرقية العام الماضي، وكثيراً ما شوهِدت قواته تفتح النار في جبهات جنوب اللاذقية وغرب حلب.

بالرغم من وجود حالات تعاون فيها جيش إدلب الحر مع هيئة تحرير الشام وقوات أخرى متشددة، إلا أن هذا الجيش ظل هدفاً لهجمات مشتبهة من قِبل جماعات جهادية. يقول العقيد فارس البيوش، وهو نائب سابق لقائد جيش إدلب الحر، إن غرفة الموم تعمل على مشروع جديد لدمج 17 جماعة من الجيش السوري الحر في فصيل واحد، أو على الأقل للعمل من خلال غرفة عمليات موحدة. ويُضيف أن إجمالي عديد قوات هذا الائتلاف الجديد سيكون تقريباً بين 30 ألف إلى 35 ألف رجل، ومن المتوقع أن يشمل على جماعات مثل جيش إدلب الحر، وجيش النصر، والفرقة الساحلية، وفيلق الشام، وتجمع فاستقم. ووفقاً لما يقوله البيوش، فإن جماعات الجيش الحر التي تعمل مع تركيا في درع الفرات ليست ضمن هذا الاندماج المُقترح.

يقول العقيد البيوش: «هذه المرة ستتحقق الوحدة. وعلى هيئة تحرير الشام أن تُجري حساباتها بشكل مختلف، إذ لن يكون الأمر مثلما كان عندما كانت تهاجم كل فصيل بمفرده».