داعش خطر آخر يهدد إدلب.. تفجيرات واغتيالات لبث الرعب والتمدد من جديد

في الوقت الذي تنتظر فيه إدلب مصيرها المجهول، لا يتوانى تنظيم داعش عن تنفيذ اغتيالات وتفجيرات بطريقة ممنهجة، يروح ضحيتها الكثير من الأبرياء. تثير هذه العمليات مخاوف كبيرة لدى السكان على الرغم من اعتقال الكثير من عناصر داعش.

أعدم فصيل من المعارضة قائد وعناصر في تنظيم داعش، بعد أسرهم في سهل الروج غرب إدلب؛ فيما ردت داعش على عملية الإعدام بنشر تسجيل صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 13/7/2018 يتوعد فيه فصائل المعارضة برد قاس خلال الفترة القادمة، واصفاً إياهم بالمرتدين.

يتحدث بديع العوض، أحد القياديين في الجيش الحر في إدلب، لعين المدينة عن أن داعش "تبنت عدداً من العمليات كمحاولة اغتيال القاضي والشرعي السابق في هيئة تحرير الشام أنس عيروط، الذي يشغل منصب عميد كلية الشريعة والحقوق ورئيس لمحكمة الاستئناف في إدلب؛ الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح متفاوتة الخطورة مع عدد من مرافقيه، وأشخاص كانوا موجودين في مكان التفجير"، إضافة إلى تبني اغتيال أحمد ظافر رئيس اللجنة الأمنية في قلعة المضيق بريف حماة الغربي، وتفجير عربة مفخخة في منطقة معمل الكونسروة بأطراف مدينة إدلب بتاريخ 13/6/2018، حيث يوجد تجمع لمقاتلين تابعين لهيئة تحرير الشام، ما تسبب بسقوط ستة أشخاص وإصابة آخرين بجراح، وإحداث دمار كبير، بحسب ما يعدد العوض.

أما التفجير الأعنف فكان في شهر حزيران الماضي، والذي استهدف تجمعاً سكنياً في حي الثلاثين وسط مدينة إدلب، أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة ثلاثين آخرين بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى استهداف مخفر بنش بعبوة متفجرة، وإلقاء جثتين مقطوعتي الرأس لعنصرين من هيئة تحرير الشام، شرق مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بعد اختطافهما، ومحاولة فاشلة لزرع عبوة ناسفة قرب بنك الدم في بلدة الدانا، قبض خلالها على عنصرين من التنظيم.

لم يكن أبو محمود، من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، يعلم أن الأسرة التي استأجرت منزله تنتمي لداعش، إلا بعد مداهمة المنزل من قبل عناصر هيئة تحرير الشام بهدف إلقاء القبض على رب الأسرة، على خلفية اتهامه بتنفيذ عملية اغتيال وزرع عبوتين ناسفتين في المنطقة. يقول أبو محمود: "ادعى الرجل أنه أحد المهجرين من ريف دمشق، ويبحث عن منزل يأويه مع زوجته وأطفاله، ولم يكن شكله يدعو للشك أو الريبة، فهو شاب في مقتبل العمر، يرتدي ملابس عصرية، ويعمل في بيع الأقمشة في الأسواق، فقمت بتأجيره المنزل لأتفاجأ بعد فترة بأنه ينتمي لداعش، ويقوم بزرع العبوات الناسفة لاستهداف عناصر الفصائل العسكرية في المنطقة"

أحمد الحسن (من معرة النعمان) يشرح لعين المدينة عن تحركات داعش في إدلب بقوله: "يحاول عناصر التنظيم التسلل إلى المناطق المحررة، ويندمجون بالسكان المحليين تحضيراً لهجمات بمساعدة الخلايا النائمة، بهدف إشاعة الفوضى وزرع الخوف في المناطق التي فقد السيطرة عليها من خلال زرع الألغام والعبوات الناسفة ورصد التحركات العسكرية للفصائل المناهضة له، مستغلاً عدم قدرة أي طرف في إدلب من الإمساك بزمام الأمور الأمنية بشكل كامل"

أما أبو محمد، أحد عناصر الشرطة الحرة في إدلب، فيتهم النظام بفسح المجال أمام التنظيم لدخول إدلب، ليكون الهجوم على المنطقة شرعياً من وجهة نظر دولية بحجة محاربة الإرهاب، وهذا المخطط "الذي نعيه جيداً، يهدف أيضاً لخلق بؤرة استنزاف لقوات المعارضة، وعلى رأسهم فصيل هيئة تحرير الشام" كما يقول أبو محمد، مؤكداً أن إلقاء القبض على عناصر الخلايا النائمة "يتطلب تعاوناً كاملاً من جميع العسكريين والمدنيين، بالتبليغ عن أي نشاط مشبوه، مع ضرورة تكثيف (اللجان الأمنية)، والحملات لتوعية الناس بضرورة توخي الحذر"

ويرى أبو البراء، أحد عناصر هيئة تحرير الشام في إدلب، أن داعش في إدلب تحول إلى "الذراع الأول لقوات النظام، بعد أن فقد مملكته في الرقة، من خلال مساندته في شتى عملياته الأخيرة على المناطق المحررة، وفق اتفاقية بين الطرفين تقضي بوضع عناصر التنظيم على خطوط التماس مع قوات المعارضة" حيث بدأ باتباع تكتيك حرب العصابات من خلال استهداف المراكز الحيوية والعسكرية عبر خلاياه النائمة لتهيئة محور تقدمه المفترض في إدلب.

وعن إجراءات تصدي الهيئة للخلايا الداعشية يضيف: " بدأنا حملة أمنية من المداهمة والتفتيش في منطقة سهل الروج الواقعة في غرب مدينة إدلب، بحثاً عن خلايا داعش مسؤولة عن الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي تجري في الريف الإدلبي ومحيطه، سبقتها عمليات مشابهة في سرمين وسلقين ومناطق أخرى، جرت على إثرها السيطرة على عدة مقرات تابعة للتنظيم، والعثور على مخازن أسلحة وعبوات ناسفة معدة للتفجير، كما جرت عدة اشتباكات بين عناصرنا وعناصر منها خلفت خسائر بشرية من الطرفين"