المخلوفية مرحلة.. والساحل دليل على الشرخ الجديد في جسد الأسرة الحاكمة

تداولت وسائل إعلام سورية موالية ومعارضة وأخرى عالمية، أنباء متعددة تتعلق بخلاف نشب بين رأس النظام السوري بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف، الشخصية الاقتصادية الأكبر في سوريا والمعروفة بأنها "خازنة أموال الأسرة الحاكمة"، هذا الخلاف تصاعد وفق بعض الوسائل ليضع رامي مخلوف ومجموعة من شركائه وأفراد عائلته تحت الإقامة الجبرية، وهو ما لم يتم تأكيده حتى الآن، على الرغم من أن مصادر معروف عنها القرب من أوساط السياسة السورية والعائلة الحاكمة أكدتها.

الأخبار التي يمكن تأكيدها اليوم هي أن الشركات التي يملكها رامي مخلوف، والمعروفة بأنها كبرى الشركات الاقتصادية في سوريا، باتت تحت يد النظام، جراء اتهامات لتلك الشركات بفساد مالي وعمليات احتيال على المصرف التجاري السوري، وهي معلومات وثقتها مصادر إعلامية روسية، رجحت أن الخلاف قائم على أساس تعملق شركات مخلوف، وعدم وفائها للنظام السوري مالياً أمام الديون المتراكمة على النظام للدول المساندة له كروسيا.

بكل الأحوال يشهد الساحل السوري انقساماً بقياداته العسكرية والاقتصادية جراء الشرخ الجديد في الجسد الأكبر الذي تنتمي له الميليشيات والشركات، فلرامي مخلوف ثقل كبير في الساحل قد يوازي -ويزيد- ثقل رأس النظام، على اعتبار أن ميليشيات كثيرة تنشط بدعمه المالي، وشركات كبيرة تعتبر جزءاً من منظومته الاقتصادية، وينال موظفوها رواتبهم من خزينة رامي، وهو ما دعا إلى تخوفات باتت واضحة في شركات تتبع لشام القابضة وراماك وغيرهما.

الشخصيات التي يشاع في الساحل وغيره أنها اليوم تحت الإقامة الجبرية، لا تقتصر على رامي وأخويه، بل إن لجنة مكافحة غسيل الأموال التي تديرها أسماء الأسد زوجة رأس النظام تجري حالياً تحقيقات مع رجال أعمال آخرين، وممولي فصائل مقاتلة لهم علاقة بمخلوف، كأيمن جابر ومحمد حمشو ودريد الأسد.

يقول عماد علي وهو محام من مدينة اللاذقية لعين المدينة: "الميليشيات التي تنال تمويلها من رجال اقتصاد متنفذين بينهم رامي مخلوف وسواه، أقوى من الفصائل العسكرية النظامية التابعة للدولة، بل ومن المحسوم أن ثقلها في اللاذقية وريفها بشكل عام أكبر من الجيش النظامي والدوائر الأمنية، وهي كلها اليوم في حيرة من أمرها أمام المستجدات في دمشق، ولربما سيكون إيقاف رامي مخلوف نهائياً كارثة لتلك الفصائل قد تؤدي إلى اشتباكات من نوع جديد في الساحل، أو قد تغير في صورة الوضع هناك".

ويشير المصدر إلى أنه وعلى الرغم من محاولة النظام وبدعوة روسية قص أذرع الميليشيات في اللاذقية، إلا أن ذلك لم ينجح، ولم يتم التخلص من تلك الميليشيات ولا ضمها للجيش النظامي كما كان يحاول النظام الفعل، بل بعضها قلل من تواجده في شوارع المدينة، وانكفأ إلى مراكز تجمعه، وبعضها خفف من تماسه مع القوى النظامية، أو حتى مع القوى الروسية، وفي المحصلة فإن كل هذه الميليشيات بعدتها وعتادها ومقوماتها المالية الكبيرة ما زالت موجودة وقادرة على التأثير بقوة في الساحل ككل.

وقد استمدت عائلة مخلوف قوتها وقدرتها على التأثير المباشر بالنظام السوري، من خلال أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد، وشقيقها محمد والد رامي الذي كان له سلطة عائلية في القصر، وكان بمثابة مرجعية للجميع، إلا أنه وبعد وفاة أنيسة من جهة، ومرض محمد جراء تقدمه في السن، أصبح بإمكان الأسد التخلص من هذه الوصاية غير المباشرة على جانب كبير من نشاطات الأسرة الحاكمة، خاصة الاقتصادية منها، لذا فإن بوادر الخلاف بين مخلوف والأسد قد تكون طبيعية، ولها في تاريخ الأسد أمثلة عديدة، معروفة بتفاصيل مشابهة تنتهي عادةً بفوز الأسد. لذا فالمخلوفية قد تكون مرحلة، يمكن أن تتبعها مرحلة لاحقة مرتبطة بعائلة أسماء، وهو ما تشير له الدلائل الحالية بحضور أسماء في قضية طرد عائلة مخلوف خارج اللعبة.