- Home
- Articles
- Radar
معسكرات عياش.. أهم المواقع الإيرانية التي هاجمتها إسرائيل في ديرالزور
في فجر يوم الـ13 من كانون الثاني الجاري، شن الطيران الإسرائيلي الهجوم الأعنف والأوسع على مواقع اتخذتها إيران كمقرات لميليشياتها في ديرالزور، وتوزعت الضربات التي شملها الهجوم على امتداد الضفة اليمنى لنهر الفرات في المحافظة. وتشير المعلومات إلى أن أهم تلك المواقع المستهدفة يتمركز في قرية عياش غرب المدينة، ويحيطه الحرس الثوري الإيراني بحراسة وتشديد أمني إلى درجة منع طواقم الهلال الأحمر من الدخول إليه بعد الاستهداف، ليكتنفه الغموض والسرية التي تحاول هذه المادة كشفها بما تُقدمه من معلومات حصرية عن مصادر خاصة.
استهدفت الضربات التي قاربت الخمسين ضربة، مناطق عدة في مدينة ديرالزور ومحيطها (فرع المخابرات العسكرية، مقرات ومستودعات للميليشيات في أحياء العمال وهرابش والبغيلية والمطار العسكري) ومدينتي البوكمال والميادين، ومن جملة النتائج المباشرة للضربات، تدمير ثلاثة مستودعات للأسلحة في قرية عياش.
تقع عياش (10 كم عن مدينة الدير) في ريف ديرالزور الغربي، على الضفة اليمنى لنهر الفرات. تداولت اسمها مواقع الإعلام في سنوات الثورة لوجود أربع نقاط عسكرية مهمة للنظام فيها: تلة الحجيف ومركز الإذاعة ومعسكر الصاعقة ومستودعات التسليح، التي سيطر عليها تنظيم الدولة بداية العام 2016، ولكنه فشل في العثور على صواريخ (سام 6) التي اعتقد بوجودها في المستودعات، قبل أن يعاود النظام السيطرة عليها في أيلول من العام 2017.
بعد سيطرته على الضفة اليمنى لنهر الفرات من ديرالزور، بمساعدة الطيران الروسي والميليشيات الإيرانية، سلَّم النظام موقعَي الإذاعة وتلة الحجيف في عياش للأخيرة مع الاحتفاظ ببعض النقاط فيها، بينما تخلى كلياً عن المعسكر والمستودعات لما لموقعها الجغرافي من أهمية، إذ يُعتبر المكان بوابة مدينة ديرالزور من الغرب، ويرتبط من الجنوب باللواء 137 على طريق دمشق، إضافة لما يؤمِّنه من سهولة التواصل العسكري بين نقاطه المنتشرة في محافظات ديرالزور وحلب وحماة.
تشكل المستودعات خزاناً استراتيجياً بناه النظام في أواخر القرن الماضي ليكون "رديفاً ومخزناً" لموقع محطة المفاعل النووي ببلدة الكبر في الجهة المقابلة من النهر، والذي دمَّره الطيران الإسرائيلي كذلك في أيلول 2007، في عملية وصفت بـ"النوعية" آنذاك.
أما اليوم، وحسب مصادر خاصة مطلعة، فقد حوَّلت الميليشيات الإيرانية معسكر الصاعقة إلى مركز تدريب أغرار "كتائب أبو الفضل العباس“، ويضم معسكراً للتدريب يعتبر الأكبر في المنطقة، ومركزاً "للقيادة والإشراف" على المستودعات التي يتولى حراستها كل من ميليشيا ”فاطميون" الأفغاني و”زينبيون“ الباكستاني، كما يستقبل المركز ذاته الحافلات العراقية التي تقلُّ الوافدين العسكريين الإيرانيين الجدد.
نظراً لأهمية المعسكر والمستودعات، ودائماً، حسب المصادر الخاصة، فقد أحاطت الميليشيات الإيرانية المنطقة التي تقع فيها بالسواتر الترابية وحجرات الحراسة، في حين قامت بتمويه أسطح المستودعات بأكياس التراب على جوانبها الظاهرة، التي تعتبر بوابات لمستودعات تحت الأرض أقيمت مؤخراً، تربط بينها أنفاق تحت الأرض جرى العمل عليها في أوقات الليل.
وأخبرت المصادر الخاصة ”عين المدينة“، أن الحرس الثوري يمنع دخول السوريين إلى المعسكر أو الاقتراب من المستودعات، الأمر الذي جعل الكثير من المنتسبين السوريين إلى الميليشيات يطلقون لخيالهم العنان حول محتويات الموقع، والتي يعتقد البعض أنها "أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة"، خاصة أنه يضم أكثر من ألف عنصر يشرف عليهم عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، بينما يرتبط بهم متطوعون محلِّيُّون يصل عددهم إلى 300 عنصر معظمهم من أبناء محافظة ديرالزور، يتبعون إلى الحرس الثوري مباشرة، ويشكلون نقاط حراسة خلفية ومتأخرة للمركز والمستودعات، بقيادة المدعو (أبو ساري/ فايز الجضعان) من محافظة الحسكة.
أحد مستودعات عياش والحجم الحقيقي له تحت الأرض - خاص
ذات المستودع بعد القصف - خاص