الدكتور عبد الملك فناد واحد من أطباء الجراحة البارزين في محافظة ديرالزور ومن الأطباء الذين عملو وبجهد متواصل في علاج الجرحى منذ اندلاع الثورة ,في هذا اللقاء نحاور الدكتور عبد الملك ونسلط الضوء على معاناة العاملين في الحقل الطبي
1-تعرض العاملون في الحقل الطبي للملاحقة والسجن على أيدي الفروع الأمنية ,,أخبرنا عن تجربتك الشخصية في هذا الباب ؟
الملاحقة المتعمدة للأطباء وخصوصاً الجراحين منهم فرض عليّ العمل في ظروف صعبة و خطرة في أغلب الأحيان وكان العمل يتم بشكل فردي أو شخصي ويجري التعامل ضمن نطاق ضيق في الوسط الطبي المحيط ..كنا نعاني من صعوبة في التنقل خشية من المخبرين وتقاريرهم التي تستهدف كل من يعمل في صالح الثورة..وأنا شخصياً تم استدعائي أكثر من مرة أُوقفت خلال تحقيقاتها و في أكثرمن فرع أمني بسبب تقارير أمنية بخصوص نشاطي في معالجة جرحى المظاهرات .. بالإضافة لبساطة الأدوات الطبية و الحاجة لاختصاصات معينة غير الجراحة أو اختصاصات جراحية أخرى مثل العظمية بشكل رئيسي .
2-متى كانت بداية العمل بالمشفى الميداني في موحسن ؟
بداية العمل في المشفى الميداني بوضعه الراهن كانت في الشهر السادس و باشرت العمل به فور انطلاقته حيث كانت التجهيزات بسيطة .. كان التخدير في بداية الأمر يدوياً و تطورت الاوضاع بعد ذلك .
3-هل يعتبر الكادر الطبي الحالي كافياً مع الضغوطات الهائلة و الأعداد الكبيرة للمصابين ؟
في البداية أحب أن انوه الى إن كادر المشفى الميداني هو مجموعة من المتطوعين ولا يتضمن الاختصاصات اللازمة في الظرف الحالي مع كثرة الإصابات وتنوعها .. لذلك تعتبر قلة الاطباء باختصاصاتهم المختلفة أحد أهم المشاكل التي نواجهها في عملنا , ويمكنني القول أن الكادر الحالي يقوم بعمل جبار مقارنة مع الإمكانيات المتوافرة .
4-ما هي الصعوبات التي يواجهها الكادر الطبي ؟
أهم المصاعب التي نواجهها هي الضعف المالي وغياب الجهة الراعية ويؤثر هذا بشكل كبير على عمل المشفى و أحب أن اشير إلى أن الكادر الطبي يعمل ومنذ أشهر دون أجر.. كذلك قلة التجهيزات والعدد اللازمة لأي مشفى فعلى سبيل المثال ندرة الأوكسجين حيث قدمت لنا ذات مرة عبوات تبين لنا أنها لغازالهيليوم في مفارقة تدل على الصعوبات الهائلة التي نواجهها.
في كثير من الأحيان ينتظر المريض إجراء الجراحة حتى تتوافر عبوة أوكسجين و غالباً ما يقوم المريض بتأمينها من خارج المشفى و على نفقته الخاصة و إن لم يستطع فهو مجبر على الانتظار إلى أجل لا يعلمه إلا الله .. و تبقى المشكلة الأبرز هي عدم توفر طبيب تخدير مختص إلى اليوم ... فلا يعمل في مشفانا سوى طبيبان ..أنا طبيب جراحة باختصاص أوعية و طبيب أسنان أما بقية الكادر فهم فنيو مخبر و ممرضون يفوق عددهم الـ 40 بالإضافة لطلاب جامعات و أطباء غير خريجين ويبذل هؤلاء جهوداً جبارة حيث أنجزوا عمليات معقدة تحتاج لمشافي حديثة و كوادر متمرسة .. نعاني من عدم توافر الأدوية بشكل منتظم حيث نعتمد على متبرعين فرديين ومايسبب ذلك اضطراب في توافرها ويؤدي إلى أزمات خانقة. أحياناً نعاني من قلة المختصين الذين يستلمون الأدوية في الخارج وبالتالي حصول أخطاء في جلب أدوية غير ضرورية أحياناً أو فاسدة أحياناً أخرى.
5-هل تغطي الأدوات والتجهيزات المتوافرة لديكم الحاجة لعمل المشفى؟
هذه إحدى المشاكل الرئيسية التي نواجهها في عملنا فالمشفى بحاجة لتجهيزات أساسية لايمكن الاستغناء عنها فإذا كانت عبوات الأوكسجين غير متوفرة .. فعليك تصور ما تحتاجه المشفى من تجهيزات .. وربما كانت مشفانا هذه تحتاج لتجهيزات كاملة لمشفى أخرى لتستطيع تأدية عملها ولا ننسى أن بناء المشفى الحالي غير مجهز أصلاً لهذا الغرض فهو مدرسة تم تجهيزها على عجل .. فلا توجد غرفة عمليات مناسبة أو غرف أخرى لرعاية المرضى مابعد العمليات الجراحية.
6-ماهي دوافع العاملين في المشفى و ماهي دوافعك الشخصية للمتابعة في ظل هذه الظروف الصعبة؟
معظم كادر المشفى من الشباب المتمتعين بالحيوية و الاندفاع و الاستعداد للتضحية و بذل الغالي و النفيس من أجل رسالتهم الإنسانية أولاً و من أجل خدمة ثورتهم و ما تعنيه هذه الثورة من مستقبل أفضل للشعب السوري, و الطب في جوهره مهنة إنسانية نبيلة تحتم علينا التضحية مهما كانت الظروف هذا دافعي الشخصي ودافع جميع العاملين في المشفى.
7-ماهي أصعب اللحظات والمواقف التي تعرضت لها منذ بداية الثورة ؟
ينطوي العمل الطبي بشقيه الإسعافي و الجراحي على مخاطر كبيرة في ظل الاستهداف الدائم للكوادر و المشافي الميدانية تحديداً .. ومن أصعب اللحظات هي لحظة قصف المشفى أثناء احدى العمليات الجراحية حيث تضررت غرفة العمليات وما تزال آثار القصف على جدران الغرفة
ماذا تقول في آخر هذا اللقاء ؟
أتمنى على إخوتي الأطباء العودة فوراً الى عملهم في ديرالزور ومناطقها المختلفة فالبلد وابنائها بحاجة اليكم.