في حين انشغل الكثيرون بالتعبير عن مواقفهم المختلفة من طرح العملة النقدية الجديدة، التي رأى فيها البعض "نيلاً من هيبة الدولة، بعد أن أصبح أهل دوما غير مضطرّين إلى حمل صورة القائد المؤسّس"، وأبدى آخرون سعادتهم لأن هذه العملة الجديدة لا تحمل صورة أيّ حيوانٍ باستثناء النسر؛ فإن طرفاً ثالثاً لم يظهر صوته على شبكات التواصل الاجتماعيّ، التي ضجّت بالطرفين السابقين، تمكّنت "عين المدينة" من رصده من خلال جولةٍ على بعض الأسواق الرئيسية في دمشق لمعرفة صدى هذا الموضوع بعيداً عن العالم الافتراضيّ.

ففي سوق مدحت باشا عبّر أبو سليم عن الموضوع بشكلٍ براغماتيٍّ حين قال: "ما الفائدة اذا تمّ تبديل الصورة وسعر صرف الدولار لا زال يواصل الارتفاع؟" .ووافقه المحلل الاقتصاديّ نعيم بدوي، الذي أكّد أن الموضوع ليس كما يروّج له المصرف المركزيّ من أن العملة الجديدة ستحلّ محلّ الأوراق النقدية المتهالكة التي يتمّ سحبها من الأسواق (70 مليار ليرة)، فهذا الكلام لا ينطلي على الأطفال". وأكّد بدوي أن حالة السوق وتراجع القدرة الشرائية للعملة المحلية، تزامناً مع طرح الأوراق النقدية الجديدة، مع تسريباتٍ بطرح ورقةٍ نقديةٍ من فئة ألفي ليرة، كلها مؤشراتٌ توحي بأن انهيار المنظومة الاقتصادية للنظام لم تكن أقرب مما هي عليه الآن.

والناس سيدفعون الثمن..