الأسرى من قوات الأسد - خاص عين المدينة
عندما يفقد الأسد خزان وقوده
«الكم».. معركة النفط الحاسمة والنظام السوري يخسر الذهب
يعتبر موقع المحطة الثانية أو الكم القريب من الحدود السورية العراقية من أهم خزانات النفط السورية التي تشكل معركة السيطرة عليها وتحريرها من أيدي جيش الأسد أكثر من مجرد انتصار عسكري وخسارة موقع، لتكون خسارة استراتيجية على صعيد الإمداد النفطي وتوقيع الاتفاقيات مع الحكومة العراقية، وجاء الانتصار الذي حققه الجيش الحر في السيطرة على محطة «الكم» أو «T2» ليضيف موقعاً آخراً إلى سلسلة الحقول والآبار مما سيساهم حكماً في تفاقم فشل النظام الاقتصادي ويساعد في حسم المعركة
أحداث الحصار ما قبل الاقتحام
يروي قصة الحصار قائد العملية الملازم أول أبو المنتصر:
«بدأ الحصار يوم الجمعة 22/ 3 حيث دخلنا قرية الشماس التي تبعد عن الكم ما يقارب 3 كيلو متر، وتمركزنا فيها، ثم ذهبت مجموعة منا واقتربت من الكم بشكل كبير وأطلقت رصاصتين في الهواء... كان اطلاق الرصاصتين هو انذار للأهالي ووفق اتفاق مسبق معهم ليبدؤوا بالخروج من الكم وخلال ستة أيام
ويضيف أبو المنتصر:
«لقــــد كانت أيام المهلة الستة صعبة جداً علينا وذلك بسبب تواجد عناصرنا في صحراء قاحلة وبعيدة عن المدينة حيث يشح الماء والطعام،
وقبل الاقتحام بيومين بدأ الطيران المروحي يطلع علينا ليلاً لضرب قنابل فسفورية لم تؤدي حينها إلى إصابات،
كما قامت المروحيات بإلقاء أربعة براميل متفجرة علينا لكن لم تصب أحداً».
.... عند الغروب لحظة وصولنا لقرية الشماس قام طيران الميغ بضربنا أربعة صواريخ وقنابل عنقودية وسقط أحد الصواريخ على بعد حوالي 6 أمتار من أحد شباب الجيش الحر إلا أن النتيجة كانت إصابة خفيفة في الكتف حيث ساعدتنا الأرض الرملية بامتصاص الانفجار. ويتحدث قائد العملية: «وخلال يومين وعلى هذه الحالة أغار الطيران علينا مرات عدة تمكنا خلالها من إسقاط طائرتين بصاروخيين حراريين (ستريلا) لينخفض بعدها معدل الطلعات الجوية علينا بشكل كبير.
أحداث الاقتحام الجمعة 29/3/2013
يتابع قائد العملية وفي يوم الجمعة وبعد التأكد من نزوح جميع المدنيين بدأت عملية الاقتحام في الساعة العاشرة صباحاً، مما باغت قوات الأسد التي اعتادت على هجماتنا الليلية سابقاً .
... دخلت أولى دباباتنا إلى قرية البكتل التي تبعد1,5 كم عن الكم وبدأنا في قصف تمهيدي مركز على مواقع النظام وحينها عاود الطيران الأسدي غاراته علينا ليقصف وبالخطأ خزان نفط يحوي وفق التقديرات عشرات الآلاف من البراميل مما أدى الى انفجاره انفجاراً هائلاً وتصاعدت ألسنة اللهب لتنشر الرعب داخل قوات العدو. اقتربنا الى السواتر لنعثر على اسلحتهم وذخائرهم التي تركوها وولوا هاربين بعد انفجار الخزان وتجمع معظم جنود الأسد في نقطتين فقط هما مبنى الهجانة ومبنى الأمن العسكري وقدرت أعدداهم بين 215 الى 225 جندي, جاء ذلك بعد ان سيطرنا على جميع المباني الأخرى , بما فيها مبنى الامن الجوي ومقر الاتصالات.
وعبر اللاسلكي توسل الينا الضباط على أن يخرجوا أحياء, ولقي هذا الاقتراح قبولاً من طرف القائد محمد العطية أبو عبد الله «رحمه الله» وذلك حقناً للدماء وعلى أمل انشقاق أكبر عدد من الجنود.
أوقفنا اطلاق النار على مبنى الهجانة وتوجهت دباباتنا إلى مبنى الامن العسكري وزادت من حدة القصف عليهم مما أجبرهم على الفرار خارج المبنى الذي تحصنوا به
ما بعـــد تحريـــــــر الكم
يروي الأسير ضياء رمضان أنه ومنذ أربعة عشر شهراً لم يخرج من المحطة، حيث كان الضباط يقولون إن البلاد تتعرض لهجمة من العصابات الإرهابية ويضيف ضياء أنه يشعر الآن براحة كبير وباطمئنان لأنه خرج من هذا السجن على حد وصفه
أما العسكري الأسير اسماعيل صبحي قويدر يقول: «أنا في الخدمة الإلزامية منذ سنة ونصف تقريباً وعندما بدأت المعركة هربت مع تسعة عناصر من مفرزة الهجانة، بعد أن اشتد الخناق علينا من الثوار، حيث قمنا بتسليم أنفسنا إلى قائد إحدى دبابات الجيش الحر
يقول أمير العباد
وهو صحفي مستقل غطى هذه المعركة
«كان بإمكان الجيش الحر السيطرة بسرعة أكبر على هذه المحطة إلا أن وجود المدنيين أخّر هذه العملية، وعندما بدأت عملية الاقتحام فجر النظام خزانات النفط الرئيسية في المحطة, في هذه اللحظة أحسست بأن النظام قد انتهى مهما حاول أن يفعل للمحافظة على الحكم»
استشهد في هذه المعركة خمسة من أهم المقاتلين في صفوف الثوار ,وقتل من جيش الأسد اكثر من 54 أغلبهم تابعين للمخابرات العسكرية, ووقع أكثر من مئة منهم في الأسر وانشق عن الجيش الاسدي 50 مجنداً بعضهم عاد الى اهله والبعض الآخر يقاتل الآن في صفوف الجيش الحر