- Home
- Articles
- Radar
شهاداتٌ عن سبي الإيزيديات مئة "سبيّةٍ" في سوريا، أُجبرت معظمهنّ على اعتناق الإسلام
من وثائقي "سبايا الخلافة" لقناة BBC العربية
ما زال الغموض يكتنف الكثير من التفاصيل المتعلقة بسبي مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" لنساء من الطائفة الإيزيدية، إثر الهجوم الذي شنته داعش على جبل سنجار في العراق، صيف العام الماضي. حاولت "عين المدينة"، خلال أشهرٍ، تتبع وقائع انتقال عددٍ من الأسيرات الإيزيديات إلى سوريا، وتوصّلت إلى بعض المعطيات التي نعرض جزءاً منها هنا، مع إغفال التفاصيل التي قد تقود إلى الشهود.
شهادات:
يقول الشاهد الأول، وهو شابٌّ من الريف الشرقيّ لدير الزور، إنه تمكن، في نهاية الشهر التاسع من العام الفائت، من رؤية 10 نساءٍ في بيتٍ واسعٍ في مدينة أبو حمام، التي هجّر مقاتلو داعش أهلها، بعد المعارك مع أبناء عشيرة الشعيطات التي ينتمون إليها. ويقول الشاهد إن النسوة كنّ مكشوفات الرأس، بما يخالف إلزامات داعش بخصوص لباس المرأة. وبرّر حرّاس المنزل ذلك للشاهد بـ"أنهن يزيديات" أي جواري. ولا يُفرض على الجارية تغطية الرأس أو الوجه بحسب الفقه الذي تعتمده داعش. ولاحظ الشاهد حالةً من الإرهاق والذهول في أوجه الأسيرات، اللاتي قدّر أعمارهنّ بما بين 18 و35 عاماً.
وتحدّث شاهدٌ آخر، من الريف القريب لمدينة الميادين، أن مقاتلاً تونسياً بارزاً في صفوف داعش، يدعى أبو مالك، يحتجز أسيرتين إيزيديتين في الثلاثينات من العمر بصفة سبايا في مسكنٍ خاصٍّ به، إضافةً إلى خمسة أطفالٍ، أكبرهم في الثانية عشرة من العمر، هم أبناء واحدةٍ من الأسيرتين. ولا يسمح أبو مالك لأيٍّ من الأسيرتين بالخروج من المنزل، في حين يسمح للأطفال باللعب قريباً. ويصطحب أبو مالك أكبر الأطفال إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة. وينقل عنه أن الأطفال قد أسلموا، وكذلك فعلت الأسيرتان، وأنه سيعتقهما قريباً.
ومن بلدة ذيبان، في الريف الشرقيّ لدير الزور، يقول شهودٌ إن اثنتين من مجموعة النسوة المحتجزات في المدينة السكنية التابعة لحقل العمر النفطيّ، القريب من البلدة، قد تمكنّ من الهرب في أوائل الشهر 11 من العام الفائت، مما أدى إلى استنفارٍ أمنيٍّ كبيرٍ في المنطقة، ولا يعلم إن كان مقاتلو داعش قد تمكنوا من القبض على الأسيرتين الهاربتين.
وفي قريةٍ قريبةٍ من ذيبان أكّد شهودٌ آخرون أن مسؤولاً شرعياً في داعش، يدعى أبو أسامة المغربي، يحتجز فتاةً إيزيديةً لا يزيد عمرها عن العشرين، بحسب تقدير الشهود الذي استطاعوا رؤيتها، إذ سمح لها المغربيّ بالاحتكاك بالجوار القريب للمسكن الذي اتخذه، قبل أن يمنعها عن ذلك نهائياً. ويشرح أبو أسامة لبعض مبايعي داعش من أبناء المنطقة أنه حصل على "الجارية" كهديةٍ من أحد أصدقائه الذين شاركوا في هجمات سنجار، وأنه لم يقم أيّ اتصالٍ جنسيٍّ بها، بل يستفيد منها كخادمةٍ فقط.
نتائج:
اتفقت الــشهادات من مناطق مختلفةٍ من محافظة دير الزور، وبعضها منقولٌ عن مسؤولين محليين لداعش، معظمهم من الــمهاجرين، على المعطيات التالية:
- لا يتجاوز العدد الكليّ "للسبايا" الإيزيديات اللواتي تمّ نقلهنّ إلى سوريا المئة. توزّعن على محافظات دير الزور والرقة والحسكة، إضافةً إلى ريف حلب الخاضع لسيطرة داعش.
- أجبر الحائزون من مقاتلي داعش على نسوةٍ إيزيدياتٍ بصفة سبايا، كلٌّ بشكلٍ منفصلٍ، "سبيّته" على اعتناق الإسلام وقام بتغيير اسمها. وكذلك حال الأطفال الذين وقعوا مع أمهاتهم في الأسر.
- ينقسم محتجِزو الأسيرات إلى عناصر شاركوا في هجمات سنجار، وعناصر "اشتروا" الأسيرات من المشاركين، وعناصر حصلوا عليهنّ كـ"هدايا" من زملاء لهم في داعش. وجميع هؤلاء المحتجِزين من المهاجرين، من دولٍ وبلدانٍ مختلفة.
- يُخضع عناصر داعش الأسيرات لفحوصاتٍ طبيةٍ في العيادات النسائية للكشف عن حالات الحمل. ولا يُعلم شيءٌ عن مصير الأجنّة من آباء من داعش، أو مصير الأمهات الحوامل بعد ولادتهنّ، التي لم تحن بعد.
- يغري بعض عناصر داعش المراهقين من أبناء المنطقة بالانضمام إلى التنظيم والقتال في صفوفه طمعاً بالحصول على "سبيّة". إذ تحدّث أبو بكر الفنلندي، وهو مقاتلٌ بارزٌ في صفوف داعش، عن سهولة الحصول على إيزيدياتٍ لكلّ من شارك في معارك سنجار، سواءً بالقسمة أو بالـ"شراء".
- أثارت عمليات السبي استهجاناً واسعاً في القرى والبلدات التي يحتجز فيها عناصر داعش الأسيرات. واعتبر الرأي العام المحليّ ذلك فعلاً بالغ الشناعة. وتثير الأسيرات تعاطفاً كبيراً جداً لدى الأهالي، إلا أن إجراءات داعش المشدّدة تحول دون القدرة على مساعدتهنّ على الهرب.