- Home
- Articles
- Radar
حزب الله اللبناني في اللجاة.. احتلال قرى وتهجير قسري لسكانها وتجريف منازلهم
تمركزت قوات خاصة من حزب الله اللبناني في منطقة اللجاة، شمال شرق درعا في منتصف شهر آب، وسط حملة تهجير داخلي عمدت إليها قوات النظام السوري لإفراغ عدة قرى فيها من سكانها بشكل قسري وتجريف منازلهم، بعد أن شنت الأجهزة الأمنية، في الثاني من ذات الشهر، حملة اعتقالات كبيرة على قرى وبلدات المنطقة طالت مئات المدنيين، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
يتحدث ناشطون عن أن قوات النظام السوري جرّفت كافة التجمعات السكنية في قرى (الشياح، الشومر، حوش حماد، همان، الرابع، السحاسل، الظهر، المدورة، وسطح القعدان) في منطقة اللجاة، ويقدر عدد المنازل التي قامت آليات النظام بهدمها وتجريفها نحو 800 منزل حتى اليوم، وذلك بعد إفراغها من سكانها، حيث توجه المئات منهم إلى أقربائهم في قرى (المسيفرة والغرية الشرقية) في ريف درعا الشرقي، فيما قام النظام السوري بإرسال من تبقى من الأهالي بشكل قسري عبر شاحنات إلى مخيم جديد -أنشئ مؤخراً- بالقرب من بلدة (إبطع)، خُصص للمهجرين من منطقة اللجاة.
وأوضح مصدر خاص لعين المدينة، أن قوات حزب الله اللبناني تخطط للسيطرة على عدة قرى في منطقة اللجاة شرق درعا، وتسعى إلى اتخاذها مركزاً عسكرياً وأمنياً لعملياتها في الجنوب السوري، لما تملكه هذه المنطقة من مزايا استراتيجية تتفوق بها على غالبية المواقع العسكرية للحزب في سوريا: بدءاً من موقعها الجغرافي المتوسط الذي يربطها بمحافظات دمشق والسويداء ودرعا، بالإضافة إلى تضاريسها الطبيعية التي تتمثل بأرض صخرية واسعة ومتعرجة، لا تستطيع الآليات العسكرية التحرك فيها، ووفرة المغارات الصخرية الواسعة والعميقة التي تقع تحت أرضها، والتي تعيق بدورها مختلف عمليات الرصد والاستهداف العسكري للمنطقة.
يشرح المصدر أن سياسة إفراغ المنطقة من المدنيين، التي ينتهجها الحزب بالتعاون مع قوات النظام السوري في المنطقة، تأتي في سياق سعي حزب الله إلى تأمين استقرار دائم في اللجاة؛ ولعل شكل الحياة البدوية لسكان المنطقة، وقلة الماء، واستحالة الزراعة، ووعورة الطرقات الصخرية، وتردي الخدمات-، ساعدت الحزب اللبناني على تنفيذ مشروعه في تحويل تسع قرى، حتى الآن، في اللجاة من تجمعات مدنية إلى مراكز عسكرية.
فأنشأت قوات حزب الله اللبناني، حتى الآن، مقرّين عسكريين لها في قرية حوش حماد، في ظل استمرار عمليات التهجير في قرى وبلدات اللجاة بهدف إفراغ المنطقة من سكانها بشكل كامل، بالإضافة إلى استمرار حملات اعتقال المدنيين من قبل أجهزة النظام الأمنية، والتي طالت حتى الآن نحو 370 معتقلاً، حسب ناشطين محليين، بذريعة البحث عن خلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، وفي ظل تعتيم إعلامي كامل على الانتهاكات الإنسانية التي تجري هناك.
ومن جهة أخرى، أكد أحد الناشطين لعين المدينة، أن 200 شخص من أبناء قرى وبلدات اللجاة التحقوا بصفوف (الجيش السوري) وتوجهوا إلى منطقة الدريج، في ظل منع أبناء المنطقة من الانضمام إلى "الفصائل الرديفة"، المتمثلة بقوات الفيلق الخامس والفرقة الرابعة والميليشات الأجنبية، باستثناء حزب الله اللبناني؛ ولفت الناشط إلى اعتقال أحد الأشخاص جرّاء انضمامه إلى مجموعة من قوات الفيلق الخامس بقيادة (أحمد العودة) قائد فصيل (قوات شباب السنة)، ويأتي هذا المنع مع تمركز قوات حزب الله في المنطقة، ليؤشر على وجود صراع نفوذ وتنافس بين قوى الحلفاء، لتحقيق توزع وانتشار وسيطرة كل منها على أجزاء ومناطق رئيسية في الجنوب السوري.
يشير الشاب إلى مشاركة قوى محلية صغيرة من الفصائل المعارضة سابقاً في إدارة المنطقة، بالتنسيق مع قوات النظام السوري وقوات حزب الله اللبناني؛ حيث تشارك (فرقة العشائر) بقيادة (صافي الخلف) بخمسين مقاتلاً، و(ألوية العمري) بقيادة نائب الفصيل (فيصل الصبيحي) بثمانين مقاتلاً، في إدارة المنطقة وتنفيذ المهام العسكرية ضمنها، كما يتولى فيصل الصبيحي ملف التجنيد المحلي لصالح حزب الله اللبناني، فيما تم إخراج جميع الفصائل الأخرى من المنطقة، بما فيها فصيل (قوات شباب السنة) الذي يقود قوات الفيلق الخامس هناك، واعتقال (رفاعي سعد الدين أبو نورس) قائد فصيل (قوات شباب السنة) في اللجاة ليوم واحد، ضمن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات النظام السوري في أوائل آب.
يُذكر أنّ منطقة اللجاة، التي بلغ عدد سكانها قبل الحملة العسكرية نحو 15 ألف نسمة من أبناء العشائر البدوية في 51 قرية صغيرة تفتقر بشكل بالغ إلى الخدمات والبنى التحتية-، قد وقّعت على (اتفاق تسوية)، تم خلاله ترحيل غير الراغبين بالتسوية إلى إدلب، فيما تم إعطاء مهلة قدرها ثلاثة شهور قبل سوق الموقعين على التسوية للخدمة الإلزامية بجيش النظام. وجرى الاتفاق، الذي أبرم مع الجانب الروسي والنظام السوري، على ألا تقوم قوات النظام بشنّ حملات اعتقال عشوائية، والسماح للأهالي بالعودة إلى قراهم ومنازلهم.