دير الزور | عدسة أحمد | خاص عين المدينة
حقّق مقاتلو دير الزور بفصائلهم المختلفة نصراً كبيراً على قوات الأسد، من خلال تقدّمهم في حيّ الرشديّة المجاور للمربع الأمني. فبعد معارك عنيفةٍ جداً خاضتها الكتائب الإسلامية في هذا القطاع الصعب، تراجعت قوات الأسد إلى أطراف الحيّ الغربية، لتسقط بذلك كلية الآداب ومعظم أبراج حيّ الرشديّة المطلّة على الفرع الصغير لنهر الفرات. وفي سياقٍ متصلٍ حمل مقتل قائد المخابرات العسكرية بدير الزور، اللواء جامع جامع، دلالاتٍ بالغة الأهمية من حيث اختفاء هذه الشخصية الإجرامية الكبرى عن ساحة الحرب في دير الزور، مما يعطي دفعاً معنوياً كبيراً سيكون له أثرٌ في ميزان الصراع مع قوات الأسد. ولم تحمل الأيام الماضية تغيراتٍ كبيرةً في أوضاع جبهات دير الزور المختلفة، باستثناء محاولة النظام التقدّم في قطاع الجفرة بمحيط مطار دير الزور العسكري، ودون أن تنجح هذه المحاولة.
هزائم في حلب
وحملــــت أنباء الشـــمال أخباراً سيئةً تمثلت أولاً بسقـوط خناصر، التي تمثل مركزاً استراتيجياً في طريق الإمداد البري إلى معاقل النظام الكبرى في حلب، إذ تمكنت قوات الأسد من السيطرة على خناصر وأمّنت الطريق الرئيسي والطريق الفرعي الموازي له. وفي موقعٍ قريبٍ مُني الثوار بهزيمةٍ أخرى هي سقوط مدينة السفيرة جنوب حلب، مما جعل جميع الكتائب والتشكيلات المقاتلة، وخاصة في الريف الشرقي، في حالة تعبئةٍ كبرى لإعادة تحرير هذه المدينة المهمة.
واستمرّت حرب الحواجز في ريف حماه، حيث تقدم الثوار في مناطق مختلفة وسيطروا على عددٍ من الحواجز مثل حاجز الجملة وحاجز اللحايا وحاجز الجسر الواقع بين حلفايا وطيبة الإمام، وألحقوا خسائر بالغة بقوات النظام في العتاد والأرواح.
وفي محافظة حمص استطاع النظام إعادة احتلال مدينة السخنة بعد معارك عنيفةٍ جداً، تمثلت بصدّ الأرتال العسكرية المتجهة من تدمر إلى السخنة. واستمرّت الهجمات التي يشنّها الثوار على مواقع مختلفة في ريف حمص الشرقي مثل (صدد ـ حوارين ـ الحدث ـ مهين).
ريف دمشق الصامد
واصل مقاتلو الحرّ في كلٍّ من المعضّميّة ومنطقة جنوب دمشق المحاصرة صمودهم في وجه محاولات النظام المتلاحقة لاقتحام كلٍّ من المنطقتين، فقد تمكّن الثوار من صدّ محاولات النظام المستميتة لدخول المنطقة الجنوبية من محور القدم عسالي ـ الست زينب، مع قصفٍ بمختلف صنوف الأسلحة على أحياء اليرموك - فلسطين – الحجر الأسود.
وفي الغوطة الشرقية حقق الثوار نصراً استراتيجياً مهمّاً تمثّل في السيطرة على مجمع الصناعات الطبية (تاميكو) في المليحة، مما يعني إتاحة المجال لهم للتقدم باتجاه حاجز النور وضرب مواقع النظام في جرمانا. وفي شمال دمشق، وتحديداً في القلمون، واصل النظام تحضيراته العسكرية للبدء بمعركته الكبرى المتمثلة بإعادة احتلال المنطقة، بالاشتراك مع عصابات حزب الله اللبناني. وفي خبرٍ ذي دلالةٍ طلبت إدارة جامعة القلمون من جميع الطلاب مغادرة الجامعة خلال 24 ساعة، ودون سابق إنذار، ربما لتكون هذه الجامعة قاعدةً عسكريّة وغرفة عملياتٍ تدير منها القيادات الأسدية عملياتها في مناطق القلمون المختلفة.
إسرائيل تضرب مرةً أخرى
تأكّدت الأنباء عن قيام إسرائيل بشنّ هجومٍ على مواقع عسكرية تابعة لنظام الأسد قرب اللاذقية، ومن دون أن يتوفر ما يكفي من التفاصيل حول طبيعة هذه العملية، إذ تضاربت الأنباء بين من يقول إن الهجوم تم بواسطة صواريخ أُطلقت من البحر، وبين من يقول إن الهجوم تم بغارةٍ جويّة. ولم يصدر عن النظام أيّ تعليقٍ حول الهجمة الاسرائيلية المتكرّرة والجديدة على مراكز قوّاته.