في طهران، بدأت قوات الأمن الداخليّ، بحــسب مواقع المعارضـة الإيرانية، حملتها الجديدة - في صولةٍ عقائديةٍ - على صحون التقاط القنوات الفضائية. وخصّصت وحداتٍ خاصةً تقوم برصد الصحون البيضاء على أسطح المنازل، قبل انتزاعها بالقوة حفاظاً على إيمان المواطنين بولاية مرشدهم. ويبرّر الملا محسني غرغاني هذه الحملة، في حديثه لوكالة فارس للأنباء: "استهدف العدوّ بهذه الطريقة الأسس العقائدية والأخلاقية للشباب، حيث تبثّ 120 قناةً فضائيةً برنامجها الموجّهة لإيران من أصل 4 آلاف قناةٍ فضائية. ونحن قلقون من هذه القنوات التي تعرّج على الشؤون السياسية، كما أنها تطرح مسائل ضد رجال الدين". ويضيف غرغاني، مطالباً بعدم التهاون في هذه القضية: "عليهم أن يتخذوا تدابير خاصةً للوقاية من هذا السيل العارم، لأن غداً سيكون الوقت متأخراً". وتأتي معركة "الدشّات" هذه في سياق حربٍ شاملةٍ تشنّها السلطات الإيرانية، التي تشدّد الرقابة على خدمات الإنترنت، بعد أن أجهزت على الصحف غير الناطقة بلسان الوليّ الفقيه، والناقدة لسلوك حرسه الثوري داخل إيران وخارجها. على مرّ العصور، يظنّ الطغاة أن شعوبهم كائناتٌ قاصرةٌ وضعيفة، يمكن التغلب على إرادتها واجتثاث نزوعها إلى التحرّر بمزيدٍ من القهر والقمع وبمزيدٍ من الطغيان. وعلى مر العصور أيضاً كان ظن الطغاة في غير محله.