واقــتربت النهاية واقترب النصر
إنه اليأس هو الدافع الرئيسي في تمنّي الضربة الدولية لنظام بشار الأسد، وإنها الرغبة بالخلاص من هذا الكابوس الذي طال أمده فوق ما يطيق الكائن البشري احتمالاً للكوابيس.
فالسوريون في وضعٍ مأساويٍ جداً. وتبدو هذه الضربة لهم إسعافاً في اللحظات الأخيرة، من مجتمعٍ دوليٍ تثاقل كثيراً في إنقاذهم، وتفرّج طوال سنتين ونصف على مهرجان الموت السوري المفتوح، والتهجير المفتوح، والاعتقال المفتوح. وأمام الموت والتهجير والاعتقال تسقط كل اعتبارات الوطنية والسيادة والاستقلال، وخاصة عندما تستهدف هذه الضربة الطرف الذي هدرها وأسقطها دون أن يرفّ له جفن. فبشار الأسد لم يعد رئيساً لسوريا، وقواته لم تعد جيشاً وطنياً. ولم تعد الدولة السورية، وعلى يد بشار وحده، دولة مستقلة. فنحن أمام سلطة احتلال إجرامية كاملة المواصفات. ونحن أيضاً أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما الموت في جحيم السلطة الأسدية والاختناق بهوائها الأصفر القاتل، وإما الحياة، وبأي وسيلةٍ كانت. فلا قيمة تعلو في سلّم القيم البشرية فوق قيمة الحياة، تلك التي أزهقها سفاح القرن الحادي والعشرين المجنون لمئات الآلاف من السوريين، وجعلها في عيون كثيرٍ ممن تبقى منهم شيئاً لا يطاق. ومن حق هؤلاء أن يفرحوا بيوم خلاصهم القريب، ومن واجبهم أيضاً أن يطمئنوا سوريين آخرين ـ ليسوا من الشبّيحة ـ أنهم لن يظلموا أحداً كما ظلمت عائلة الأسد كل أحد، وأنهم محكومون بمنظومة أخلاقية لا تحاسب وازرة بوزر أخرى.