مأزق إعلامـيي الثــورة!
بات ما يتعرّض له الإعلاميون من أعمال خطفٍ واعتقالٍ وتصفية، على يد ملثمين، معروفاً على نطاقٍ واسع، فضلاً عما يقع على غيرهم من الناشطين الإغاثيين أو الصحّيين. ولن نستهلك الكثير من الحبر لبيان دور هؤلاء في خدمة الثورة، وما قاساه معظمهم من اعتقالٍ لدى أجهزة أمن النظام، فهذا ما بات مشتهراً لدى الجميع، عند الحديث عن السيرة الذاتيّة والثورية لكلٍ منهم، إثر اختطافه وتغييبه.
ولكن ما يستحقّ الوقوف عنده أمران يجب أن يعرفهما الخاطفون؛ أولهما أن سياسة الاستفراد لن تجدي، فالروح العامّة لدى إعلاميي الثورة جميعاً هي التكاتف، إذ جمعت بينهم التجارب المتشابهة، ووحّدتهم الدماء والجهود والعرق. وثاني هذين الأمرين أن أوّل من سيدفع الثمن هم الخاطفون أنفسهم، من سمعتهم السياسيّة ومستقبل شعبيّتهم. وإذا كانت الثورات، بما تحمله من اضطرابٍ واسعٍ في البلاد وأهلها، فرصةً للصعود السريع والانتشار الكبير اللافت؛ فإنها أيضاً قلابة، سريعة التحوّل والتخلّي والتنكّر وسحب الثقة ممّن كانت قد منحتهم إيّاها قبل أشهرٍ قليلة. وإذا لم نشأ أن ننظر سوى إلى تجربة الثورة السوريّة وحدها، فقد تراكم عبر سنواتها، التي قاربت الثلاث، ما يكفي من تجارب صعود وهبوط الزعامات والهيئات والألوية والتجمعات المدنيّة والعسكريّة، بسرعاتٍ صاروخيةٍ، ما يكفي لأن يعتبر من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.
ألا هل بلّغت... اللهم اشهد...