في الممنوع
لن تتوقف الثورة إلا بالنصر. يؤمن الملايين من السوريين بهذا، وهم على صواب. وعلى صوابٍ أيضاً حين يبدون الكثير أو القليل من التذمّر تجاه أخطاء الثورة والثوار ـ وهي كثيرةٌ بالفعل ـ لكنها طبيعية، فلكلّ الثورات الكبرى في التاريخ أخطاءٌ كبرى، ما زالت أخطاء الثورة السورية صغيرة إن قورنت بها. ولهذا علينا أن نتوقف عند ثلاث إشارات بالغة القيمة.
فممنوعٌ أن نسمح للخراب الذي حلّ بالبيوت والعمران أن ينتقل الى القلوب والعقول، ليطرد الأمل والإصرار واليقين أن الثورة، في المجمل والتفصيل، على حق. وأن الطاغية الغرّ المحتضر، وفي المجمل والتفصيل كذلك، على باطل.
وممنوعٌ إهمال النشاط المدني في أعمال الثورة، فالمدن والقرى الكثيرة التي تحرّرت تحتاج إلى إدارةٍ وخدماتٍ وأمنٍ وصحةٍ وقضاء. وتشغيل فرنٍ، ومحطة تنقيةٍ مياهٍ، ومقسم هاتفٍ، وحفظ الأمن في أيّ منطقة، لا يقلّ أهميةً عن حمل السلاح دفاعاً عنها.
وممنوعٌ أخيراً أن ننسى ما أحرزته الثورة من نجاحاتٍ في الحرب والسياسة والإعلام. فعلم الاستقلال الأخضر يرفرف على معظم بوابات الحدود. وتبلغ الأرض المحررة ثلثا الخريطة السورية. ولم يعد بشار الأسد في الثلث الأخير قادراً على التجوال أو الظهور، كما كان يفعل في سنوات استعراضاته الذهبية. ولم يعد نظامه شرعياً إلا عند من يشبهه من الأنظمة.
بل أصبح أشبه بزعيم ميليشيا عنيد، صارت وحشيته وحدة قياس!