يشكو الجنديّ الأسديّ سوار حسن، الذي أصيب في إحدى المعارك وقطعت رجله، من حظه العاثر ومن الإهمال الذي لاقاه من "الجهات المختصة". ولا يكفّ عن معاتبة الدولة والمسؤولين الذين قابلوا طلبه بالحصول على رخصةٍ بافتتاح "كشكٍ" بالرفض، والمطالبة بتفسيرٍ يقنعه، وهو الوطنيّ الذي لا تشوب إخلاصه لقائده بشار شائبة.
أرسل سوار شكواه عارضاً حكايته إلى كثيرٍ من صفحات الشبيحة، التي قامت بدورها بنشرها، ويقول فيها:
"أنا العسكري الاحتياط سوار جميل حسن، ابن محافظة اللاذقية مدينه جبلة.
أنا عندي سؤال محيّرني، هلأ أنا انصبت بالجيش، بس صرت عم حسّ حالي كنت مسلح أو إرهابي على هالمعاملة اللي عم شوفا بدوائر الدولة.
أنا إلي متصاوب 7 شهور، وراحت رجلي. قدّمت طلب كشك من 6 شهور ولهلأ ما عطوني موافقة، بس في ناس تصاوبت من شهرين وأخدت. ليش؟ لأني أنا فقير وماني مدعوم وابن كلب، أما هدوك مانو يسرقو وعندن واسطة بياخدو كشك وحبة مسك. ولك حتى رجل ركبتا ع حسابي.
ولما بروح أسأل عن الكشك بيكشرو فيني كأني عم
عيش ع حسابن".
وفي التعليقات يشعر جميع الشبّيحة بالصدمة، ويبدون تعاطفهم مع سوار. فهم لا يقبلون أن يظلم جنديٌّ أسديٌّ في دولة الأسد، وخاصةً إن كان هذا الجنديّ "من أبناء العم" مثل سوار، فلماذا منعت عنه الرخصة؟ ولماذا يُحرم من أمانيه بتدقيق اللوحة المرفوعة أعلى الكشك كل صباح: "سوار للتجارة والاتصالات - موالح ، دخان، وحدات"؟ ولماذا يُحرم من رشرشة الماء أمام الكشك عصراً على زاوية الشارع، واستقبال الدوريات العابرة وقرقعة المتة مع الزملاء وتبادل أطراف الأحاديث المحبّبة عن آخر التعيينات والتنقلات الأمنية والعسكرية؟ أو تسجيل الملاحظات الأمنية ليلاً على دفترٍ صغيرٍ يرصد كل ما يلفت انتباه العين الساهرة على أمن النظام، أثناء شرب العرق البيتوتي المصنّع في مراجل ضيعة دير ماما والضيع الأخرى المشهورة بهذه الصناعة؟
كشك سوار حلمٌ يجب أن لا يضيع.