على قناة المنار ظهرت ريم شويش، ابنة مدينة دير الزور، للحديث عن جمعية الوعد الخيرية التي ترئسها، وتختصّ بالعناية بجرحى قوّات الأسد. وتقدّم مذيعة المنار ريم على أنها زوجة الشهيد المناضل محمد سليمان. ولا يعلم أحدٌ أين ناضل سليمان، إلا إذا اعتبرت الخدمات الجليلة التي قدمها لعائلة الأسد نضالاً، قبل أن تستغني العائلة عن تلك الخدمات ويصدر الأمر بقتله صيف العام 2008 على شاطئ طرطوس، عقاباً - بحسب ما تردد آنذاك - على خطأ ارتكبه في ملف اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية. وللتذكير، كان محمد سليمان، ابن الدريكيش الذي تحول آباؤه من المذهب الإسماعيليّ إلى العلويّ، مستشاراً عسكرياً وأمنياً خاصاً لبشار الأسد، وضابطاً فوق العادة يضطلع بمهماتٍ سريةٍ هامةٍ للنظام، مثل العلاقة مع حزب الله، ومشروع موقع الكبر النووي بدير الزور، الذي دمرته إسرائيل، وغير ذلك من ملفات عصابة الأسد الإجرامية.
وتجدر الإشارة إلى أن محمد سليمان، أو "أبو كامل" كما يعرفه الكثير من مسؤولي محافظة دير الزور، حين كانوا يقفون على باب أنسبائه من عائلة شويش أملاً بتلبية طموحاتهم الوظيفية والحزبية في الترقي والصعود في مراتب دولة الأسد؛ كان قد تعرف على ريم شويش أثناء مرافقته لبشار الأسد لحضور دورة الوفاء لشقيقه باسل، والتي أقيمت بدير الزور في العام 1996. وكانت ريم آنذاك من فريق الفتيات اللواتي ارتدين الزيّ الفلكلوريّ للمحافظة، وقمن بتقديم الضيافة للوفد الرسميّ على المنصة الرئيسية لملعب الاستاد الرياضيّ، فأثارت إعجاب "أبو كامل"، ليعود بعد مدةٍ وجيزةٍ للاقتران بها كزوجةٍ ثانية، ولتنتقل أسرتها من المستوى الشعبيّ المغمور إلى قبلةٍ للمسؤولين المحليين، كما علّق الحسّاد آنذاك أمام مشاهد السيارات الفخمة التي كانت تقف أمام بيت العائلة في شارع الانطلاق القديم بدير الزور. وفي طريقٍ آخر ظهر عدنان حسن محمود، وهو صحفيٌّ فاشلٌ من قرى مصياف، في حياة العائلة، ليقدم على الزواج من البنت الثانية، طمعاً بالتقرب من صهرها الكبير، وهذا ما حدث حين رُفّع محمود إلى منصب مدير وكالة سانا للأنباء، ثم وزيرٍ للإعلام، وهو اليوم سفيرٌ لنظام الأسد في طهران. وأما الشقيقة الثالثة لريم، والتي ظهرت معها على شاشة المنار بصفة معاونة رئيسة جمعية الوعد، فتزوجت من ابن وزير الداخلية السابق سعيد سمّور. وفي سيرة كلٍّ من الشقيقات الثلاث وأزواجهنّ يمكن التقاط الكثير من الأسرار التي ترسم صورةً واضحةً عن حاشية بشار الأسد وموظفيه.