- Home
- Articles
- 1
وائل ملحم الشرطي الوغد الذي ابتسم له الحظ
بين (20) شابة من خريجات المعاهد المتقدمات لمسابقة توظيف لدى وزارة تربية النظام، ظهر عضو مجلس شعبه وائل ملحم مؤكداً وعده بالتوسط لدى الوزير لتحقيق أحلام الشابات بالوظيفة.
لاقت الصورة انتشاراً هائلاً في صفحات الفيسبوك الموالية، وجزمت آلاف التعليقات بأن الملحم أفضل أعضاء المجلس، وتمنت بعضها لو وجد مثله (10) أعضاء، أو (5) على الأقل، لكان "الشعب كله بخير" فهو "عصب المجلس.. ولازم تصير رئيس المجلس" لأن "الكل منافقين وانت الوحيد اللي بتحل مشاكل الناس". وتمنت خريجات معاهد متنوعة من الملحم أن يسعى لتوظيفهن "جميعاً"، خاصة أن البعض منهن "مستنايين المسابقة من 12 سنة ومن حقهن بقى يتعينو لأنه هي آخر فرصة".
قبل ملف التوظيف في وزارة التربية، انشغل الملحم بملف الجرحى وذوي القتلى في جيش الأسد أو ميليشياته، وعلى الدوام تتداول الصفحات مقاطع مصورة لمداخلات له، مهاجماً وزارات النظام: وزارة المالية لأنها تفرض الضرائب وتطالب الصناعيين ب"فائدة الفائدة"، ووزارة التموين "اللي متعمل مشكلة على علبة متة" وتسببت ذات مرة بانقطاعها عن السوق، متهكماً "ازا المتة ما بقدر عالجا.. غريبة". وأما وزارة التربية فهي التي تحزنه على وجه خاص "ميحز بنفسي وقت روح على مطعم لاقي معلم ميشتغل كرسون أو كوميك وتاني يوم ميعلم ولادنا" وبلسان متعجل وركيك يلقي خطاباته الغاضبة.
لا تنعكس شعبية الفيسبوك هذه على الواقع في مجتمعات مؤيدي النظام في محافظة حمص، حيث يوصف الملحم بأنه "واحد من النصابين الكبار"، وأنه لا يساعد أحداً دون مقابل، وبأن الداعم المجهول المقرب من بشار الأسد هو من يفرض اسمه بالقوة، دورة وراء دورة، في قوائم المستقلين الفائزين بعضوية "مجلس الشعب" عن المحافظة، ومنذ العام 2007 وحتى اليوم. وتتواتر الرواية في سيرة الملحم عن دوره في قتل وزير الداخلية السابق غازي كنعان في العام 2005، حين كان شرطياً برتبة مساعد أول ضمن مرافقة الوزير، ليحال بعدها إلى التقاعد، ثم يظهر كمرشح، ثم عضو في المجلس.
يتحدر الملحم لأسرة فقيرة جداً، هجرت الفلاحة في قرية الشعيرات جنوب شرق حمص، واستقرت في حي وادي الدهب في المدينة، وهناك ترعرع وائل حتى حصل على الشهادة الإعدادية، ثم تطوع شرطياً أول تسعينات القرن الماضي. ومثل معظم الشرطة في دولة الأسد الأب والابن، لم يدخر العريف، ثم الرقيب، فالرقيب أول، فالمساعد، فالمساعد أول، جهداً إلا وبذله للاستفادة من كل ساعة خدمة بمزيد من الرشاوى، وإلى أن ابتسم له الحظ ونقل إلى مكتب وزير الداخلية، وقبل أن يشارك بقتله.
صار الشرطي برلمانياً، ورجل أعمال كبير يمتلك شركة إنشاءات ضخمة، وعقارات، وأراض شاسعة، ولم يتبقَ له إلا القليل وينال شهادة من كلية الحقوق، قسم التعليم المفتوح بجامعة البعث.