"بالروح بالدم نفديك أبو حيدر"
هو صلاح عاصي، زعيم أكبر مجموعات الشبّيحة بين طرطوس وحماة، الذي افتدته قبل أيامٍ مئات الحناجر الغاضبة بالدم والروح في مسيرة تأييدٍ واستعراض قوّةٍ نظّمها أتباعه متحدّين بقايا سلطة بشار الأسد، بعد أن تجرّأ فرع المخابرات العسكرية في طرطوس على توقيف شقيقه شادي.
وجاء التوقيف كردّ فعلٍ أو أخذٍ بالثأر من الفرع المذكور على سلسلة إهاناتٍ علنيةٍ وجهّها عاصي لفروع الأمن المختلفة، كان أشهرها ربطه رقيباً من أمن الدولة بحبلٍ في دوّار الشهداء في وضح النهار ثم سحله في شوارع مصياف، دون أن يجرؤ أحدٌ من عناصر الأمن والشرطة والجيش وفصائل التشبيح الأخرى على الاعتراض.
ولد صلاح عاصي في قرية طير جملة القريبة من مصياف. وكان الولد الأكثر شراسةً في عائلةٍ سيئة السمعة. وترعرع حارساً على أبواب الملاهي الليلية، ثم متعهد بنات ليلٍ و"فناناتٍ"، ليدير أخيراً كازينو في منطقة الشيخ غضبان على مدخل مصياف الشماليّ. وفور اندلاع الثورة أسّس عاصي جماعة تشبيحٍ من أبناء قريته ضمن ما يسمى بـ"الدفاع الوطنيّ"، لم تلبث أن تضخّمت مع سلسلة الأعمال الوحشية التي ارتكبها عاصي في البلدات الثائرة من ريف حماة، بالتزامن مع أعمال الجريمة العادية من قتلٍ وخطفٍ وسرقةٍ لم يسلم منها مؤيدون للنظام.