جانب من المتحف | عدسة كمال
تتوسط مدينة العشارة الطريق بين دير الزور والبوكمال. تم َّ فيها تحرير أول حاجز في دير الزور وريفها (حاجز جسر العشارة) بتاريخ 11\6\2012. وعلى إثر ذلك بدأت معاناة هذه المدينة، ففي نفس الليلة أمطرت قوات النظام المدينة بوابلٍ من القذائف مخلفةً عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى كُلَّهم من المدنيين، لتبدأ بهذا سلسلة القصف الهمجي انتقاماً من المدينة وأهلها حتى هذه اللحظة.
ورداً لجميل الشهداء، وتخليداً ذكراهم، قام تجمع شباب 15 آذار بافتتاح معرض شهداء العشارة.
خالد العزاوي، أو "أبو العدية" كما يسمّي نفسه وتسميه الناس، هو صاحب الفكرة. وقد حدثنا عن مشروعه قائلاً:
- تمَّ افتتاح المعرض بتاريخ 14\5\2013 بمظاهرة نادت بإسقاط النظام وهتفت للشهداء، ليصبح بعد ذلك وجهةً يقصدها الناس بعد أن حاز على إعجابهم، وخصوصاً أهالي الشهداء.
- وكعادته لم يدع النظام هذه المناسبة تمرّ دون أن يبارك لنا على طريقته الخاصة، فقام الطيران الحربي بإلقاء القنابل على المدينة بعد افتتاح المعرض بساعات، مخلفاً سبعة شهداء والعديد من الجرحى.
- يحتوي المعرض أسماء الشهداء وصورهم ومعلومات تتضمن تاريخ الاستشهاد وظروفه. وخُصِّص جناحٌ للمخلفات الحربية من قذائف وشظايا وصواريخ لم تنفجر، وغنائم من الجيش الأسدي (جعب، خوذ، أقنعة واقية..........). وإضافة لذلك هناك سجل يضمّ أسماء الجرحى والمصابين والمعتقلين والمنشقين والوافدين. ومن أهم الصعوبات التي واجهتنا عدم وجود راعٍ رسمي، والانشغال بالعمليات القتالية، وصعوبة العثور على مكانٍ مع تدفق المهجرين واكتظاظ المدينة بالناس.
- هذا المعرض عمل بسيط نُكرّم به شهداءنا ونردُّ لهم جميلهم، ونحفّز معنويات الناس في مناطقنا على السير على درب الشهداء. ونحن ماضون بالعمل والتنسيق لإقامة معرض لجميع شهداء المحافظة