150 ألف لاجئٍ من "الدير" على حافة الفقر والجوع
بسبب موقعها الجغرافيّ القريب نسبياً من معبر تلّ أبيض الحدوديّ، كانت ولاية أورفا التركية هدفاً لأبناء محافظة دير الزور في موجات نزوحهم المتلاحقة، هرباً من أهوال الحرب التي تشنها قوّات الأسد ثم من الممارسات الإجرامية لتنظيم داعش.
صار من المألوف أن تسمع كلماتٍ وعباراتٍ باللهجة الديرية في أسواق وشوارع أورفا، وأن تقرأ أسماء ذات صلةٍ بالمحافظة على لوحات مطاعم ودكاكين ومكاتب خدمات، فقد افتتح بعض النازحين الميسورين أعمالهم الخاصّة، وهم القلة بالطبع بين أكثريةٍ من نازحين فقراء.
يقدّر ناشطون في منظمات إغاثةٍ عدد اللاجئين السوريين في مدن ومخيمات ولاية أورفا بـ(400) ألف لاجئٍ، منهم أكثر من (150) ألفاً من دير الزور، يتركّز معظمهم في مدينة أورفا ويتوزع الباقون على مخيّمَي سليمان شاه وحرّان ومدن وبلدات الولاية الأخرى. يُسمح للاجئين بالعمل، لكن عوائق اللغة وطبيعة الأعمال المتاحة وغياب إطارٍ قانونيٍّ واضحٍ بخصوص عمل اللاجئين؛ أدّت الى انخفاض متوسط الأجور إلى (20) ليرةً تركيةً تقريباً في اليوم، بحسب ما يؤكد معظم العمال. لا يكفي هذا المبلغ إلا لتلبية بعض الاحتياجات الأساسية، فيما تفتقد كثيرٌ من الأسر أيّ قادرٍ على العمل بين أبنائها، مما يجعلها أسيرةً لمساعدات الأقارب في دول الخليج العربيّ ودولٍ أخرى ولمساعدات المنظمات الإغاثية.
يقول مثنى العيسى، وهو صيدلانيٌّ وناشطٌ في منظمة "بنيان" الإغاثية، إن عدد المنظمات الإغاثية السورية العاملة في أورفا 15 منظمةً، تقدّم مساعداتٍ غذائيةً لعددٍ قليلٍ من العائلات النازحة، وبشكلٍ متقطعٍ، بسبب نقص التمويل من الجهات المانحة أمام العدد الكبير لمستحقي المساعدات. ويضيف العيسى أن هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية (IHH) تقدّم في بعض الأحياء دعماً منتظماً للاجئين، وأنها افتتحت فرناً يوزّع الخبز عليهم مجاناً.
حاول بعض أبناء دير الزور في أورفا تأسيس مجلسٍ محليٍّ يقوم بوظائف إغاثيةٍ، والتقوا برئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة في سياق تحضيراتهم هذه. كان ردّ طعمة أن إغاثة لاجئي الخارج ليست من وظائف المجالس المحلية، ونصح بتأسيس مجلسٍ إغاثيٍّ للقيام بهذا الدور.