قبل أيامٍ، وبعلاقاته الأمنية الوازنة، تسبّب العضو الفعال في الحزب القوميّ السوريّ الاجتماعيّ، أحمد كامل أحمد من قرية عين دليمة بريف طرطوس، في اعتقال عددٍ من مفتعلي حرائق الأحراش وقاطعي الأشجار من الغابات القريبة من قريته. كان معظم المعتقلين من أهل ضيعة عين بالوج، مما آلم أهلها، وخاصةً مع تهديدات أحمد بقطع كل يدٍ تمتد إلى شجرة.
يشكك أهل عين بالوج في نوايا أحمد بالحرص على المصلحة العامة، ويؤكدون طمعه في احتكار هذه المهنة الناشئة هناك عبر ما يشبه الشركة التي أسّسها لحرق الأحراش. فهو من يأمر بحرق مساحةٍ معينة، ثم يبلّغ وحدة الإطفاء في الوقت المناسب، وعندما تهدأ النيران ينطلق رجاله لقطع الأشجار المتيبسة بفعل الحريق ونقلها إلى المستودعات لبيعها في الشتاء. وقد نشرت صفحة «عين بالوج» على الفيسبوك صور شاحنةٍ محملةٍ بالحطب وقالت إنها لأحمد الذي «أحرق غابة النبي متى» وخزّن حطبها في مستودعٍ بعين دليمة، في وقتٍ يتربص فيه بفقراء عين بالوج ممن لا يجدون غير اقتطاع القليل ونقله بالدراجات النارية كوسيلة رزق، حسبما تقول الصفحة التي فتحت الباب لطفوّ حساسياتٍ مركبةٍ بين القريتين المتجاورتين.
ففي عين دليمة ينشط الحزب القوميّ السوريّ، وتحديداً منه الكتلة المدعومة من رامي مخلوف، برواتب لحملة السلاح أعلى من تلك التي يتلقاها منتسبو «الدفاع الوطني» في عين بالوج التي ما يزال الأبرز فيها بعثيين من المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وما تزال اجتماعات الحلقات الكئيبة تعقد لتكرّر المطالب الخدمية ذاتها. بينما في عين دليمة -ورغم بعض جنون وخراقة طقوس القوميين السوريين- تبدو هذه الطقوس مرحةً وحيويةً بعض الشيء، وخاصة في حفلات التنسيب الجماعية لعشرات المراهقين والمراهقات بين حينٍ وآخر.
وحسب رسالةٍ مفتوحةٍ وردت إلى الصفحة ذاتها، وجّهها كاتبها إلى «الحزب القومي السوري الشريف»، فإن أحمد يستعمل وسائل دنيئةً في نشاطه العام. وتفضح الرسالة ممارساته التي تبدأ بالكذب بأنه المؤسس الأول للحزب في طرطوس، ورجله الأقوى الذي يستطيع «تكسير اكبر راس بالحزب القومي وكلمته ما بتصير تنتين وخاصة في محافظة طرطوس». وينوّه المعلّق إلى أنه يستثني «الراس الكبيرة في هذا الحزب»، قاصداً رامي مخلوف، قبل أن يسترسل في فضح أحمد الأميّ الذي يزعم أنه «ضابط امن منطقة الدريكيش»، لإرهاب الأهالي في المنطقة كلها. وتتساءل الرسالة: «هل يرضيكم ان احمد كامل احمد يدعي بأن الحزب القومي السوري حزب عشائري؟» بينما هو من يربي أولاده تربيةً عشائرية، وعمل على ضمّ معظم أبناء عشيرته في عين دليمة إلى هذا الحزب، وبينهم كثير من البعثيين السابقين. وغير هذا تقول الرسالة إن أحمد يثير الفتنة باستهزائه الدائم من البعث واعتباره حزباً ميتاً، بل إنه يردد –مثل قوميين كثر غيره- أن السلطة ستؤول إلى الحزب القوميّ بعد أن تنتهي «الأزمة».
يستذكر كاتب الرسالة «الشهيد» القومي أيهم بن أحمد بالخير، قبل أن يشير إلى عداوة والده للدين بسبب رفضه المشاركة في الصلاة عليه، ولأنه -في حادثةٍ أخرى- أحرق مقام الشيخ علي الذي يجله أهالي ريف طرطوس كله.