عين المدينة - بكر هلال
كانت الصورة الأكثر حضوراً وتأثيراً وذات المغزى الأعمق في القمة العربية 24 في الدوحة نهاية شهر آذار الحالي هي كرسي سورية، حيث علم الثورة وشخصيات المعارضة، وبعيداً عن كل ما قيل وعن تلك الكلمات الطويلة التي تعتبر سورية أهم موضوعاتها كان حضور سورية الجديدة هو الأهم... لم يعد ذلك الكرسي إحدى كراسي الأسد التي يلقي عليها عادة خطابات طويلة تحتشد فيها الشعارات حدَّ الملل.
وفد سورية المعارض والمؤلف من ثماني شخصيات أبرزها رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة معاذ الخطيب لتكون تلك الشخصيات الجديدة على طقس القمم العربية مضافة إلى شخصيات أفرزتها ثورات عربية أخرى ملأت كراسي اليمن ومصر وليبيا وتونس، وليكون التعارف والأنظمة الجديدة هي أوضح علامات الربيع العربي في بهو قاعة جمعت الدول العربية، وربما مقعد سورية كان الأكثر جدلية وقوة بحكم تمترس علم الثورة عليه قبل سقوط النظام واقعياً.لم تختلف القمة من حيث جدوى القرارات عن مؤتمرات أصدقاء سورية المتتالية بين العواصم باستثناء الصيغة العربية فيها، حيث أكدت على مساندة الشعب السوري واعترفت بالتقصير العربي الكبير تجاه ما يقدمه السوريون من تضحيات في طريق الحرية، وكان البيان الختامي بمثابة جدول أعمال نظر إليه المختصون على أنه استكمال لجداول العمل السابقة التي لا لم تُجدِ نفعاً لتغير المعادلة على الأرض.على لسان رئيس الائتلاف المستقيل «معاذ الخطيب»..
لم تغب عن بال الخطيب أن قضية منح المقعد للمعارضة هو الإنجاز الأهم في اجتماع القمة فكانت أولى مطالباته هي الحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة، معتبراً أن هذا المقعد جزء من إعادة الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلاً.
الخطيب وفي محاولاته المتكررة لإحراج النظام السوري والدول الإقليمية والمؤثرة اعتبر أن اختلاف وجهات النظر الإقليمية والدولية ساهم في تعقيد المسألة، مشدداً أن المعارضة السورية ترحب بأي حل سياسي يحفظ دماء السوريين و يجنب البلاد المزيد من الخراب و يساهم في حل الأزمة السورية ولا يكون على حساب دماء السوريين.
وفي الجانب العسكري لفت رئيس الائتلاف إلى أنه طلب خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مد نطاق صواريخ الباتريوت لتشمــل الشمال السوري موضـــــحاً أن كيري وعد بدراسة الموضوع.